أزمة النزوح السوري تزيد مخاوف اللبنانيين وتحذيرات من التغيرات الديمغرافية والثقافية

ما زالت أعداد اللاجئين السوريين في لبنان ترتفع، وفي حين يبدي البعض منهم رغبة في العودة لا سيما بعد قرار الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا باستقبالهم ، بينما يعمق ذلك خوف اللبنانيين على هويتهم وأوضاعهم الاقتصادية، جراء التغيرات الديمغرافية والثقافية التي تحدث ببطء ومن شأنها أن تخلف تغيرا كبيرا في لبنان على المدى الطويل.

يشعر اللبنانيون بالقلق على مصيرهم جرّاء أزمة النزوح السوري والتداعيات التي أحدثتها على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والأمني والديمغرافي، لاسيما بعد اندماج بعض السوريين في المجتمع اللبناني بشكل كامل، في ظل تفاوت نسب النمو السكاني بين السوريين واللبنانيين.

وتصاعد في لبنان مؤخرا خطاب شعبي يطالب بعودة النازحين السوريين إلى بلادهم، بعد استفحال أسوأ أزمة مالية واقتصادية في تاريخ لبنان دفعت 82 في المئة من سكانه إلى عتبة الفقر، بالإضافة إلى مطالبة الجهات الرسمية اللبنانية منذ سنوات بعودة النازحين السوريين إلى بلادهم عودةً آمنة وكريمة. ولا توجد إحصاءات رسمية حول تعداد السكان في لبنان. وبحسب بيانات البنك الدولي بلغ عددهم في العام 2021 نحو 5 ملايين و950 ألف شخص.

أما عدد النازحين السوريين في لبنان فيبلغ ما يقارب المليونين و80 ألفاً، بحسب ما أعلنه المدير العام السابق للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم في أكتوبر الماضي، فيما 42 في المئة من مجموع السجناء في لبنان من الجنسية السورية.

وتشير إحصاءات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان إلى تسجيل حوالي 865.531 نازحاً سورياً لدى المفوضية، في نهاية عام 2020.

ويعتبر بعض اللبنانيين أن لبنان لم يعد يحتمل وجود هذا العدد الهائل من النازحين السوريين، كما أن الكثير من المناطق في سوريا باتت آمنة، ويجب تشجيع هؤلاء على العودة إلى بلادهم.

وإذا كان النزوح السوري قد أدى إلى تغيير عادات بعض اللبنانيين والسوريين على حدّ السواء فإن أكثر ما يخيف اللبنانيين من استمرار النزوح السوري في لبنان هو أن يفوق عدد النازحين السوريين عدد اللبنانيين بعد سنوات قليلة، ويأملون إيجاد حلول لهذه الأزمة في أسرع وقت ممكن.

أمام هذا المشهد فتحت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا أبوابها للسوريين الراغبين بالعودة من لبنان والهرب من أوضاعه المتردية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى