أستاذ في جامعة الأزهر: لوزان أسفرت عن المزيد من تأخر المنطقة وشرذمتها وديمومة الصراعات السياسية

أكد أستاذ التاريخ في جامعة الأزهر، محمود زايد، أن اتفاقيات لوزان وسايكس بيكو أسست لصراعات دائمة بين شعوب المنطقة، داعياً إلى تبني مشروع الأمة الديمقراطية الذي طرحه القائد عبدالله أوجلان لمواجهة هذه السياسات وإيجاد حلول لأزمات الشرق الأوسط.

انطلاقاً من مبدأ “فرق تسد”, قسمت القوى العالمية المهيمنة من خلال اتفاقيتي لوزان وسايكس بيكو كردستان والوطن العربي وفككت وحدتهم وسعت لإضعافهم بهدف تسهيل السيطرة عليهم, وأنشأت دولاً قومية، عربية وتركية ويهودية، وقسمت الكرد بين أربع دول، بهدف فتح باب الاحتراب بين تلك الشعوب.

ولمواجهة هذا المخطط الذي أدمى الشرق الأوسط، دعا القائد عبد الله أوجلان إلى لوزان جديدة بين الشعوب (لوزان اجتماعية) قائمة على اتحاد جميع شعوب الشرق الأوسط، ضمن كونفدرالية ديمقراطية للشرق الأوسط، مناهضة لاتفاقية لوزان التي صاغتها الدول المهيمنة.

وفي هذا السياق, أشار أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر، محمود زايد، بأن الواقع في منطقة الشرق الأوسط يؤكد مدى الفشل الذريع الذي أسفرت عنه اتفاقيات سايكس بيكو وسان ريمو ولوزان والتي قسمت بموجبها منطقة الشرق الأوسط وفق المصالح الإمبريالية الغربية، مؤكدا أن هذا التقسيم أسفر عن مزيد من تأخر المنطقة وشرذمتها، وإلى ديمومة الصراعات السياسية.

ولفت زايد أنه خلال المائة سنة الماضية كانت الأنظمة الاستبدادية تحارب جميع المشاريع الإصلاحية لواقع ومستقبل المنطقة كونها رأت في هذه المشاريع إطاحة بهم وعروشهم.

أستاذ في جامعة الأزهر: حل أزمات الشرق الأوسط يكمن في تبني مشروع القائد عبدالله أوجلان

وأكد أن مشروع الشرق الأوسط الديمقراطي الذي طرحه القائد عبد الله أوجلان يعد أهم مشروع لبناء منظومة ديمقراطية متقدمة بين جميع مكونات منطقة الشرق الأوسط كنموذج لعالم ديمقراطي جديد ولإنقاذ المنطقة من أزماتها.

مشيراً إلى أن التجربة العملية الموجودة حالياً في شمال وشرق سوريا تعد تطبيقاً لبعض ما جاء في هذا المشروع رغم كل العراقيل التي تواجهها عسكرياً واجتماعياً وسياسياً، سواء من الداخل أو من نظام أوردغان الاستبدادي الذي يعمل ليل نهار لوأد هذه التجربة.

ودعا زايد إلى تبني مشروع القائد عبد أوجلان، قائلاً: “إذا أراد الشرق الأوسط تجاوز أزماته، لابد أن يتخلص مما رسخته سايكس بيكو ولوزان، والسعي إلى تبني مشروع جديد يحقق تقدم ورفاهية شعوب المنطقة”.

أستاذ التاريخ محمود زايد أكد بأن المنطقة بحاجة إلى التوعية بمشروع الشرق الأوسط الديمقراطي ومدى قدرته على إيجاد دولة وطنية ديمقراطية عادلة، منوها إلى ضرورة انتشار عدد من المراكز العلمية للتثقيف والتوعية؛ لأن أساس تغيير المنطقة هو إحداث ثورة فكرية وثقافية.

في مئوية لوزان..دولة الاحتلال التركي تتطلع إلى لوزان ثانية

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى