أهداف قريبة وبعيدة للغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا واستغلال للوضع الغربي اللامبالي

يستمر الصراع في أوكرانيا وتحاول روسيا استغلال لامبالاة الغرب وانشغال الولايات المتحدة بالمواجهة مع الصين وتستعد لغزو أوكرانيا أو على الأقل الحصول على تنازلات من الغرب بينما تبقى الدول الأوروبية متفرجة والناتو لن ينخرط في أي مواجهة عسكرية مع روسيا ما يعني أن الموقف الغربي قد ينحصر في العقوبات في حال لو نفذ بوتين مخطط غزو أوكرانيا.

تتحول أوكرانيا إلى محور الاهتمام الجيوسياسي العالمي، حيث أدى تعزيز روسيا لقواتها على طول الحدود إلى زيادة التوتر بين موسكو والغرب والولايات المتحدة التي رفعت من نبرة تحذيراتها بشأن غزو روسي محتمل يمكن أن “يشن في أي وقت” كما يقول وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن.

موسكو تنفي نيتها غزو كييف والغرب لا يثقون بالتصريحات الروسية

ويوم السبت، حذر الرئيس الأميركي، جو بايدن، نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي من “تكاليف سريعة وباهظة” إذا أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا، مشيراً إلى أن هذا التصرف من شأنه أن يقود إلى معاناة إنسانية واسعة ويقلص مكانة روسيا في العالم.

ومع استمرار التوتر في أوكرانيا، طرحت صحيفة “الغارديان” البريطانية سؤالاً حول ما يريده الرئيس الروسي من أوكرانيا .. وتطرقت إلى نفي المسؤولين الروس يوميا نيتهم غزو أوكرانيا لكن القادة الغربيون لا يصدقون خاصة مع حشد أكثر من مئة وثلاثين ألف جندي روسي على الحدود.

عين موسكو على توسيع النفوذ نحو جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة

ولخصت الصحيفة أهداف موسكو من وراء التصعيد بأن بوتين يريد إعادة بناء دائرة النفوذ الروسي في شرق أوروبا، وخاصة في الجمهوريات السوفيتية السابقة مثل إستونيا ولاتفيا وبيلاروسيا وجورجيا وليتوانيا وأوكرانيا.

كما يرى بوتين أن أوكرانيا مهمة استراتيجياً، كونها تطل على جنوب وغرب روسيا، ويعترض على اقترابها المتزايد من حلف الناتو، بالإضافة إلى ذلك يحن بوتين إلى الماضي الذي يعتبر أوكرانيا جزءا من روسيا التاريخية وفقدانها في الحرب الباردة هزيمة لروسيا.

بوتين يرغب في استغلال لامبالاة أوروبا وانشغال أمريكا في مواجهة الصين

ويرغب بوتين في استغلال هدوء واشنطن وعدم رغبتها في الانخراط في حروب جديدة بعد أن ركزت معظم سياساتها لمواجهة الصين كذلك أوروبا لا ترغب في الخوض في حروب وصراعات جديدة.

وتقول الصحيفة أن بوتين يستغل هذه الأزمة داخلياً أيضاً حيث يريد انتصارا لتعزيز وضعه الداخلي، وصرف النظر عن الفساد المستشري في النظام وتبرير المصاعب التي يعاني منها الروس نتيجة العقوبات الغربية.

إلا لم يتحقق حلم بوتين في غزو أوكرانيا قد يحصل على مكاسب أخرى من كييف والناتو

وإذا لم يتحقق حلم بوتين في غزو أوكرانيا قد يحصل على مكاسب أو تنازلات أخرى من الغرب مثل الحصول على تعهد بعدم قبول أوكرانيا أو جورجيا ومولدوفا كأعضاءً في حلف الناتو، وانسحاب الناتو من بلدان المواجهة مثل “بولندا ورومانيا وبلغاريا”.

بالإضافة إلى قبول كييف بحكم ذاتي لمنطقة دونباس والتخلي عن المطالبة بشبه جزيرة القرم والحد من نشر صواريخ أمريكية متوسطة المدى في شرق وجنوب أوروبا.

ورفضت الولايات المتحدة جميع هذه المطالب الروسية لذا وصلت الأزمة إلى ما هي عليه اليوم .. وقد يستغل بوتين هذه الأوضاع ويقدم على الغزو لإعادة تصميم البنية الأمنية في أوروبا لترسيخ النفوذ الروسي.

الدول الأوروبية تطالب رعاياها بمغادرة أوكرانيا وتكتفي بإشهار سلاح العقوبات ضد روسيا

في المقابل تتابع الدول الغربية هذه التطورات وتطالب رعاياها بالحذر ومغادرة أوكرانيا تحسباً للغزو الروسي وتواصل التعبير عن دعمها لكييف وإرسال الأسلحة لها لتقف في وجه الروس .. ويبقى موقف الناتو كحلف غامضاً حتى الآن ويرى مراقبون أنه لن يتدخل في صراع مباشر مع روسيا في حال لو غزت كييف .. وقد يكتفي الغرب بتشديد العقوبات على روسيا كأقصى إجراء يمكنهم القيام به وفق ما يرى مراقبون.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى