إحياء الذكرى السنوية الـ 16 لشهداء انتفاضة قامشلو 

يصادف اليوم الذكرى االسنوية السادسة عشرة لانتفاضة قامشلو ضد النظام البعثي في سوريا والتي راح ضحيتها أربعون شهيدا برصاص القوات الأمنية أو تحت التعذيب في أقبية النظام.

في الـ ثاني عشر من آذار عام ألفين وأربعة، كان الملعب البلدي في مدينة قامشلو على موعد مع مباراة تجمع ناديهم مع نادي الفتوة الضيف القادم من مدينة دير الزور، في إطار الدوري السوري لكرة القدم.

وقبيل انطلاق المباراة أطلقت جماهير نادي الفتوة شعاراتٍ عنصرية في شوارع المدينة تحت أنظار أجهزة النظام الأمنية , نادت فيها برئيس النظام البعثي العراقي “صدام حسين” الذي اعتُقل خلال الاجتياح الأمريكي، وأخرى تنال من الكرد ووطنيتهم .

وعلى غير العادة، خلطت سلطات النظام بين الجمهورين في قسمٍ واحد من المدرجات،وبعد تكرار الشعارات نفسها في الملعب قبيل بدء المباراة , سارع جمهور الفتوة الذي تسلح بالحجارة والأسلحة البيضاء بالهجوم على جمهور الجهاد الذي خضع لتفتيش دقيق من قبل الأجهزة الأمنية قبل دخوله المدرجات.

وعقب إصابة العديد من مشجعي الجهاد، اندلعت المواجهات بين الجمهورين في أرض الملعب؛ فيما ذهبت قوات الأمن السورية إلى إطلاق النار على المدنيين عمداً بعد أن وصل محافظ الحسكة سليم كبول إلى قامشلو، وأعطى الأوامر باستهداف الكرد بشكل مباشر، ما أدى إلى فقدان ثلاثة شبانٍ كرد حياتهم على الفور، بينما جرح عشرات آخرون.

وشهدت المدينة في اليوم التالي إضراباً عاماً، وشارك عشرات الآلاف في تشييع جثامين الضحايا الثلاثة، لتتدخل قوى الأمن مجدداً لتفريق المشيعين مستخدمةً الرصاص الحي، ما أدى لسقوط عشرات المدنيين شهداء وجرحى بينهم نساء وأطفال .

واتسعت رقعة الانتفاضة، بعد فقدان عشرات الشبان لحياتهم برصاص السلطات الأمنية ، وشملت الانتفاضة مدن ديريك، عامودا، الحسكة، كوباني، عفرين، والأحياء الكردية في كبرى المدينتين حلب ودمشق.

وعلى خلفية تلك الأحداث حُكم على عشرات الشبان بالسجن المؤبد، فيما حُكمَ على آخرين بالسجن مدة عشرين أو ثلاثين عاماً، حسب “أقربائهم” فيما قضى البعض تحت التعذيب.

رغم كل ماقدمه الكرد من تضحيات لسوريا لايزال النظام البعثي متمسكاً بالذهنية الإقصائية وإنكار الوجود الكردي وتجلى ذلك في تصريحات رئيسه الأخيرة حول نفيه للكرد ووجودهم التاريخي على أرض أبائهم وأجدادهم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى