إقليم بانشير يرفض حكم طالبان ويستعد للمقاومة.. فهل ينجح وسط التخاذل الدولي ؟

وسط أزمة أفغانستان وسيطرة حركة طالبان على الحكم والتخاذل الأمريكي والغربي تجاه شعبها، تتجه الأنظار إلى إقليم بانشير المقاوم تاريخياً في قيادة مقاومة شعبية ضد الحركة لتحقيق العدالة الاجتماعية، والمساواة، وضمان حقوق المرأة الأفغانية.

في ظل الحديث عن تطورات الأوضاع في أفغانستان والتقدم السريع لحركة طالبان والسيطرة على مفاصل البلاد، تبقى منطقة أفغانية مركزاً للمقاومة، وبالتالي تحولت إلى مركز لتجمع المعارضة وباتت مضرب المثل في رفض حكم طالبان، لكنها تنتظر دعماً دولياً.

إقليم بانشير الجبلي الوعر الواقع في شمال شرق أفغانستان عرف تاريخياً بالمقاومة إن كان ضد الاتحاد السوفييتي أو حركة طالبان التي لم تتمكن من دخول الإقليم خلال سنوات حكمها الماضية.

نجل أحمد شاه مسعود يقود المقاومة ضد حركة طالبان

يقود المقاومة في إقليم بانشير أحمد مسعود نجل أحمد شاه مسعود الذي قاد مقاومة ضد السوفييت واغتيل على يد القاعدة في التاسع من أيلول عام ألفين وواحد.

وانسحب إلى الوادي وزير الدفاع، باسم الله محمدي ونائب الرئيس أمر الله صالح، والذي يقول إنه “الرئيس الشرعي المؤقت” ولن يخضع أبداً وفي أي ظرف كان لحركة طالبان، ولن يخون إرث قائده الزعيم أحمد شاه مسعود.

تاريخياً لم يستطع السوفييت ولا حركة طالبان إخضاع إقليم بانشير

تاريخيا، دافعت “بانشير” عن استقلالها أثناء التدخل السوفييتي بين عامي ألف وتسعمئة وثمانين وألف وتسعمئة وخمسة وثمانين وفي إبان حكم طالبان بين عامي ألف وتسعمئة وستة وتسعين وألفين وواحد، أما في فترة وجود قوات الناتو والحكومة المدعومة من الغرب من عام ألفين وواحد إلى ألفين وواحد وعشرين فقد كانت المنطقة الأكثر أمنا في أفغانستان.

اليوم وبعد أن توجهت الأنظار إلى بانشير لقيادة المقاومة، بدأ أحمد مسعود بتوجيه رسائل إلى دول العالم لدعمه، لديه بضع آلاف من المقاتلين ويرى أنه سيحتاج إلى دعم لوجستي وعسكري.

بانشير تطلب الدعم الدولي لخوض المقاومة ضد طالبان

وعبر مسعود عن استعداده لخوض المعركة ضد طالبان موضحاً أنه مستعد مع رفاقه في السلاح لبذل الدماء مع كل الأفغان الأحرار الذين يرفضون العبودية، ودعاهم للانضمام إلى معقل المقاومة في بانشير.

كما ناشد فرنسا والولايات المتحدة وأوروبا والعالم العربي وكل الذين ساعدوا في المعركة من أجل الحرية ضد السوفييت في الماضي وضد طالبان قبل عشرين عاماً، لتقديم الدعم له.

مجموعات مناهضة لطالبان تنظم نفسها وتتواصل مع بانشير

ويرى مراقبون أن نجاح مقاومة أحمد مسعود مرتبطة إلى حد كبير بسلوك طالبان، فإن تمكنت الحركة من إبرام صفقة لتقاسم السلطة مع أصحاب النفوذ من الأفغان مثل الرئيس الأسبق حامد كرزاي وعبد الله عبد الله شريك الائتلاف في حكومة أشرف غني، فإنها قد تحد من قدرة المقاومة في الحصول على دعم أوسع. أما إذا أحكمت قبضتها على السلطة وعمدت إلى القصاص وتطبيق أحكام قاسية فإن الدعم الشعبي سيتوجه نحو المقاومة في بانشير ويساهم في نجاحها. مع العلم أن بعض المجموعات المناهضة لطالبان بدأت فعلا بتنظيم نفسها في عدة مناطق وتواصلت مع بانشير.

بانشير مستعدة لإبرام اتفاق مع طالبان بشرط تحقيق اللامركزية في الحكم

وسبق أن أعلن أحمد مسعود عن استعداده للحوار مع طالبان لأن هدفه هو تجنّب سفك مزيد من الدماء والدفع باتّجاه نظام حكم جديد في البلاد، وحدد شروطا لإبرام اتفاق سلام مع الحركة وهي اعتماد اللامركزية، وضمان العدالة الاجتماعية، والمساواة، وحقوق المرأة والحرية للجميع.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى