احتجاجات السويداء مستمرة رغم الضغوط المتزايدة من قبل حكومة دمشق

أشارت ناشطة حقوقية إلى أن الذين يشاركون في الاحتجاجات في السويداء لدعم التغيير السياسي في سوريا منذ آب الماضي، صامدين في حملتهم السلمية, منوهة إلى إن الأمل في تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 2245 أساسي للسلام الإقليمي.

منذ ما يقارب عشرة أشهر يتجمع المتظاهرون باستمرار في ساحة الكرامة بمدينة السويداء، وفي مختلف مدن وقرى السويداء. ويطالب المتظاهرون المجتمع الدولي بالإفراج عن المعتقلين، والكشف عن مصير المختفين قسرًا، وتنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 2254.

وباءت محاولات حكومة دمشق لاختراق الحركة السلمية بالفشل، على الرغم من الجهود المبذولة لزرع الفتنة من خلال العملاء وتصوير الحركة كحركة انفصالية درزية.

تعيين “أكرم علي محمد” بمثابة تهديد مستتر لحركة الاحتجاج الحالية

وعلى الرغم من النهج الأكثر “حذرًا” الذي تتبعه حكومة دمشق تجاه احتجاجات السويداء،

فقد عين الأسد في 12 أيار اللواء المتقاعد أكرم علي محمد محافظًا للسويداء. ومن المرجح أن يكون تعيين اللواء محمد، المعروف بقمعه الوحشي للاحتجاجات الباكرة في حلب عام 2011، بمثابة تهديد مستتر من قبل الأسد لحركة الاحتجاج الحالية التي تشهدها المحافظة.

ناشطة حقوقية: المشاركون في الاحتجاجات صامدون في حملتهم السلمية

وتقول المحللة السورية عشتار الشامي في تقرير نشره معهد واشنطن إنه على الرغم من هذا التطور لا يزال أهالي السويداء، الذين يشاركون في الاحتجاجات لدعم التغيير السياسي في سوريا منذ آب الماضي، صامدين في حملتهم السلمية.

ناشطة محلية في مجال حقوق الإنسان شرحت وجهة نظرها بشأن ما يبقي أهالي السويداء في الشارع بقولها “إنه الأمل في تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 2245، والاقتناع بضرورة محاسبة مجرمي الحرب، وإدراك أن استقرار سوريا أساسي للسلام الإقليمي”.

وأشارت الناشطة إلى أن مشاركة القيادة المحلية كانت أيضًا أساسية؛ ذلك أن الدعم من شخصيات دينية محترمة مثل الشيخين الهجري والحناوي يضفي المصداقية ويعزز الإرادة الشعبية، بحيث يربط هذه الحركة بالنضال الوطني والاحترام التاريخي الذي تحظى به طائفة الدروز على خلفية مساهماتها في نضال الشعب السوري من أجل حياة أفضل.

وستستمر احتجاجات السويداء ما لم يتم قمعها بعنف من حكومة دمشق، بما أنها تستمد زخمها من الدعم الشعبي السوري في عدة مناطق. فبالنسبة إلى العديد من السوريين في الخارج والداخل، أصبحت هذه الاحتجاجات بمثابة شعلة أمل للخلاص.

هذا وسمحت قدرة الحركة الاحتجاجية على مواجهة الضغوط من حكومة دمشق للسويداء بأن تظل نموذجًا مثيرًا للإعجاب عن التضامن والمثابرة والشجاعة، إلى جانب استعدادها بعد أكثر من عقد من النزاع في سوريا للمطالبة بمستقبل أفضل.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى