الإدارة الذاتية أحد مكاسب ثورة 19 تموز المستندة على مشروع الأمة الديمقراطية الذي طرحه القائد عبدالله أوجلان

تتلخص ثورة التاسيع عشر من تموز في أفكار القائد عبدالله أوجلان التي طرحها ضمن الإطار العام للامة الديمقراطية إذ طرحها باعتبارها الحل القويم لمشاكل الشرق الأوسط، ومن أجل ضمان فك الارتباط عن الغرب الذي جعل من الشرق كيانات متخمة بالمشاكل على شكل قنابل موقوتة

تعج الدراسات وكتب التاريخ والفلسفة الاجتماعية والسياسية بالتعريفات حول مفهوم الأمة, لكن القائد عبدالله أوجلان أسس نظرية ومقومات لتطبيقها منذ عام 2007 بل يمكننا القول أن بذرتها كانت منذ أن كان القائد أوجلان متواجد في سوريا حيث أوضح أفضل توضيح جميع الجوانب الثقافية , المجتمعية, الفكرية, والتنظيمة للأمة الديمقراطية, إذ طرحها باعتبارها الحل القويم لمشاكل الشرق الأوسط، ومن أجل ضمان فك الارتباط عن الغرب الذي جعل من الشرق كيانات متخّمة بالمشاكل على شكل قنابل موقوتة يفجرها ذلك الغرب وقت يريد, كما أن كينونة الأمة الديمقراطية، هي ظاهرة إنشاء المجتمع لذاته كمجتمع وطنيّ ديمقراطي. أي إنه لا يعني التحول إلى أمة أو الخروج منها على يد الدولة وإنما الإدارة الذاتية التي تستند إلى الأفقية المجتمعية. بمعنى انتفاع المجتمع من ذاته وأحقيته في إنشاءِ نفسه كأمة ديمقراطية. أي أنها تختلف كلياً عن الأمة التركية أو الأمة العربية المستندة على الاشتراكية , المشيدة حيث التفكك والزوال فيما بعد.

رؤى القائد عبدالله أوجلان السديدة قبل بدء الأزمات أنقذت المنطقة من ويلات الحرب

رؤى القائد عبدالله أوجلان كانت عميقة قبيل هبوب عواصف الأزمات على المنطقة في عام 2011 ووقعت كما حللها, وكان الأهم من هذا كله معرفته بمآلات ما ستصل إليه تلك الأزمات الضاربة من كل حدب وصوب فكان المشهد ثورة بدأت لكن كيف ومتى ستنتهي ؟ هنا ونتيجة لقراءت القائد السديدة لواقع الشرق الأوسط كان قد أعد حلولاً قبل بدء تلك الأزمات بسنوات, فكان أن سلم خارطة الطريق لشعوب شمال وشرق سوريا واضعا الحل بعد أن أسس معالم الخط الثالث, ففي الوقت الذي كانت العواصم والمدن تشهد مظاهرات , كان هناك ضبط دقيق لحفظ مناطق شمال وشرق سوريا حيث كانت انطلاقة ثورة 19 تموز عام 2012 بعد تحقيق انتصارات كبيرة ضد الجماعات والمتطرفة على أيدي وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة, ومن ثم تتويجها بتأسيس إدارة تمثل سفينة خلاص لشعوبها, فكانت الإدارة الذاتية عام 2014 التي أعلنت تباعاً في كوباني والجزيرة وعفرين.

الأنظمة المستبدة والشوفينية والفاشية هاجمت على مدار سنوات ثورة 19 تموز كونها جمعت كل المكونات والأديان تحت ظلها

أمام ثورة شعوب شمال وشرق سوريا نحو الديمقراطية وتثبيت أركان الإدارة الذاتية, لم يرق للأنظمة المستبدة والشوفينية بزوغ شمس الحرية على ركام الدمار والقتل والتشريد, جيشوا المرتزقة والمتطرفين من كل أنحاء العالم وكان أبرزهم داعش حين هاجمت مقاطعة كوباني لضرب مشروع الإدارة الذاتية وبدعم واضح من الاحتلال التركي, لكن مقاومة أبناء الشمس والنار والأممين وأحرار العالم وأجزاء كردستان الأربعة, دحرت داعش وسقط مخطط أردوغان الذي عول على سقوط كوباني, ورداً عليها تأسست الفيدرالية التي هي جوهر الإدارة الذاتية والتي ضمت أبرز مقومات المجتمع الحر من الشبيبة والمرأة؛ من كل المعتقدات, وكان لزاماً على وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة تحرير باقي الأراضي السورية من داعش فكانت مرحلة تأسيس قوات سوريا الديمقراطية التي ضمت مختلف السوريين ومكوناتهم, حيث توجهت البندقية صوب تحرير منبج والطبقة والرقة وتل أبيض كري سبي ودير الزور تباعاً , حيث الانتصارات الكبيرة ودحر داعش في آخر معاقله ببلدة الباغوز شرقي دير الزور في آذار من عام ألفين وتسعة عشر ولكن قبلها وباتفاق دولي احتلت تركيا مقاطعة عفرين عام 2018 بعد مقاومة شرسة أبداها أبناؤها ضد ترسانة الناتو.

ورغم تشابك وتعقد المشهد الميداني المتشكل من قوى الهيمنة مثل أمريكا وروسيا وقوى إقليمية مثل إيران ناهيك عن داعش ومرتزقة الاحتلال التركي تمكنت الإدارة الذاتية وبدبلوماسية عالية إلى جانب وحدة شعوبها من إفشال جميع المؤامرات والمخططات ضد مكتسبات ثورتهم؛ ثورة 19 تموز.

إلى جانب آلاف الشهداء قدم قادة ومناضلي ثورة 19 تموز أرواحهم في سبيل تأسيسها وتطويرها

مكتسبات ومنجزات ثورة 19 تموز والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عظيمة, لكنها لم تأت بهذه السهولة إلى جانب آلاف الشهداء والشهيدات, ضحى قادة ثورة 19 تموز حتى آخر رمق في سبيل تطويرها من أجل سورية ديمقراطية حرة فكانت نتيجة تضحيات الشهداء المناضلين ورواد الإدارة الذاتية وأساسها في شخص الشهيد خبات ديريك , نالين موش , حسين جاويش هركول, هفرين خلف, والمناضل الشهيد فرهاد شبلي, ومثلهم الكثير من شهداء الإدارة الذاتية. نتيجة لتلك التضحيات الجسام وصل مشروع الإدارة الذاتية إلى مستويات عالمية حيث افتتاح عديد الممثليات في دول العالم وتحقيق اعترافات برلمانية بها.

شعوب المنطقة تتسلح بحرب الشعب الثورية المبنية على الأفكار الثورية للقائد عبدالله أوجلان لصد هجمات الاحتلال التركي

وبحكم أن الإدارة الذاتية متأسسة على فكر وفلسفة القائد عبدالله أوجلان وبجهود كوادره أصحاب النضال الثوري على مدى عقود فإن الإدارة الذاتية وشعوبها متمسكون بخيار المقاومة وخوض حرب الشعب الثورية في سنوية ثورة التاسع عشر من تموز العاشرة , ومصرين على الوقوف ضد كل الهجمات مصعّدين من ثورتهم حتى تحرير المناطق المحتلة من عفرين حتى كري سبي تل أبيض وسري كانيه رأس العين, مادين أيديهم لكل السوريين الشرفاء لتحرير كامل الأراضي المحتلة من المحتلين والمتربصين بسيادة بلدهم حتى بناء سوريا ديمقراطية على قدر أحلام السوريين التي خرجوا من أجلها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى