الإدارة الذاتية نموذج أمثل لحل مشاكل الشرق الأوسط

يصادف اليوم الذكرى السنوية العاشرة لإعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة الجزيرة، هذه الإدارة التي أثبتت أنها نموذج مثالي لحل المشاكل والأزمات التي تتفاقم يوماً بعد يوم في الشرق الأوسط.

في مثل هذا اليوم من عام ألفين وأربعة عشر، وقفت جميع مكونات روج آفا من كرد وعرب وسريان آشوريين كلدان وأرمن وتركمان وشركس، معاً، وأعلنوا تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية لإدارة المنطقة، في وقت كانت فيه الأطراف السورية الأخرى تحرق الأخضر واليابس سعياً وراء السلطة.

الإدارة الذاتية ثمرة من ثمار ثورة الـ 19 من تموز

وطرح مشروع الإدارة الذاتية في السنوية الأولى لثورة التاسع عشر من تموز، وبدأ بتشكيل المجلس العام التأسيسي للإدارة المرحلية المشتركة في الثاني عشر من تشرين الثاني عام ألفين وثلاثة عشر، وانبثقت عنه هيئة متابعة إنجاز المشروع لإعداد وصياغة مختلف الوثائق وبشكل توافقي والتي استمرت بالعمل حتى تم الإعلان رسميًّا عن الإدارة الذاتية الديمقراطية في ثلاث مقاطعة هي “الجزيرة” في الحادي والعشرين من كانون الثاني عام ألفين وأربعة عشر وتبعتها مقاطعتا عفرين وكوباني بإعلان إداراتها الذاتية في الشهر ذاته.

إدارة ذاتية موحدة لشمال وشرق سوريا

ومع تحرير مناطق شمال وشرق سوريا تشكلت سبع إدارات ذاتية ومدنية هي “الجزيرة، عفرين، الفرات، منبج، الرقة، الطبقة، دير الزور”، ولذلك أقر مجلس سوريا الديمقراطية في مؤتمره الثالث الذي عُقد في السادس عشر من تموز ألفين وثمانية عشر، تشكيل إدارة ذاتية موحدة تم الإعلان عنها رسمياً في السادس من أيلول ألفين وثمانية عشر.

الإدارة الذاتية تستند إلى فلسفة الأمة الديمقراطية للقائد عبد الله أوجلان

وتستند الإدارة الذاتية إلى فلسفة الأمة الديمقراطية للقائد عبد الله أوجلان، وتعتبر النموذج الأمثل لحل مشاكل الشرق الأوسط، على عكس نظام الدولة القومية الذي لا يتلاءم مع الطبيعة التكوينية لمجتمعات المنطقة.

وهذه الإدارة ليست قائمة على أساس الأمة والجغرافيا والدين الواحد، إنما على أساس الشعوب والمجتمعات المختلفة وعلى أسس الديمقراطية.

الإدارة الذاتية ظلت صامدة رغم الهجمات الداخلية والخارجية

وعلى مدار السنوات العشر الماضية، تعرضت الإدارة الذاتية لهجمات داخلية من قبل العملاء والخونة وحكومة دمشق، وخارجية من قبل دولة الاحتلال التركي وأنظمة الحداثة الرأسمالية، إلا أن صمودها وبقاء مشروعها السياسي الديمقراطي قائماً هي الرسالة الأكثر قوة للمتربصين بها، وتدل على مدى إيمان شعوب المنطقة بأن هذا النموذج هو المخرج الوحيد لسوريا نحو حلٍ سياسي يضمن حقوق كافة المكونات وفق رؤية لامركزية والتي باتت غالبية أطياف المعارضة الحقيقية تؤمن بها.

عقد اجتماعي جديد لإقليم شمال وشرق سوريا

ولمواكبة التطورات السياسية والعسكرية والاجتماعية، صوّت المجلس العام للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، في الثاني عشر من كانون الأول ألفين وثلاثة وعشرين، وصادق على عقد اجتماعي جديد للمنطقة، يحدد شكل ونظام الإدارة، وطبيعة عملها وعلاقاتها داخلياً وخارجياً، ويبيّن رؤاها السياسية مما تشهده البلاد، والذي يعتبر إنجازاً بعد أن فشلت الأطراف المتصارعة على السلطة في الاتفاق على مبدأ واحد في اجتماعات ما تسمى اللجنة الدستورية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى