رفض الاتحاد الأوروبي حضور المؤتمر الذي ستعقده دمشق بخصوص عودة اللاجئين، ودعا إلى تهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين والنازحين إلى مناطقهم الأصلية.
و تقول روسيا أنها ترغب في عقد المؤتمر للاجئين السوريين لإنهاء معاناتهم وإعادتهم إلى البلاد ليعيشوا بسلام، وتدعي بأن الحرب انتهت بفضل روسيا وكل شيء سيعود كما كان، وبالفعل تم دعوة الكثير من الأطراف الدولية لحضور المؤتمر في دمشق غداً باستثناء تركيا، لكن الاتحاد الأوروبي رفض المشاركة.
في محاولة منها لإعادة تعويم النظام الحاكم في سوريا، وإرجاع الشرعية له، تحاول روسيا من خلال المؤتمر الدولي للاجئين السوريين العمل على هاتين الخطوتين إضافة لإمكانية مساندة أوروبا بإعادة إعمار البلاد.
بوتين: الوفد الروسي من أكبر الوفود المشاركة .. ويجب إعادة إعمار سوريا
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قالها صراحة، “يجب الآن التركيز على إعادة البناء”، مؤكداً مشاركة بلاده بأكبر وفد في المؤتمر، فيما لم تتضح حتى الآن الجهات الأخرى المشاركة فيه، في وقت شدد فيه الأسد خلال اتصال مع بوتين أن عودة اللاجئين أولوية.
محللون: الأوضاع السياسية والأمنية في سوريا غير مهيأة لعودة اللاجئين
ويتسائل متابعون للشأن السوري، بناءاً على ماذا سيعود اللاجئون السوريون، فالحرب لم تنته بعد في البلاد، والأوضاع الأمنية لا تزال غير مستقرة، وتركيا تواصل جهودها لاحتلال المزيد من الأراضي السورية، فضلاً عن الفلتان الأمني الذي يخيم على المناطق الجنوبية السورية، إضافة إلى الملاحقة القانونية للمعارضين والمطلوبين، وما يجري الآن في مناطق التسوية من عمليات اعتقال بالمئات خير دليل على ذلك.
أوساط سياسية سورية أكدت أن الهدف الروسي من المؤتمر ليس لإنهاء معاناة السوريين في دول الشتات، فالغايات متعددة وظاهر المؤتمر بعيد كل البعد عن الأهداف الضمنية، ولعل أبرز ما تريد موسكو معرفته ما حملته التغيرات التي لحقت بالعالم والمنطقة خلال هذا العام وسابقه، من تأثير على الأزمة السورية.
روسيا غير قادرة على إعادة ملايين السوريين وضمان أمنهم وعدم ملاحقتهم
فالروس مدركون تماماً أنهم لا يستطيعون إعادة ملايين اللاجئين السوريين، سواءاً باحتضانهم أو إعادة إعمار ما دمرته الحرب أو تقديم ضمانات أمنية لهم، إضافة إلى عدم تعرضهم للاعتقال والاختفاء القسري والقتل كما يحصل اليوم في درعا وعمليات التصفية للشخصيات السياسية والعسكرية المعارضة هناك.
الحكومة السورية تعلن عدم دعوة تركيا للمؤتمر .. لأنها تسببت في ألم السوريين
وفي السياق كشف معاون وزير الخارجية في الحكومة السورية ورئيس لجنة التحضير للمؤتمر، أيمن سوسان، أنه تمت دعوة الجميع لحضور المؤتمر باستثناء تركيا، وأشار إلى أن السبب ليس انفعالياً، بل لأن النظام التركي “لا يتأمل منه شيء بعد ممارساته في سوريا والألم الذي سببه للسوريين”.
ويرى مراقبون، بأن المساعي الروسية قد تصطدم بالرفض الأوروبي، حيث أن الدول الغربية مدركة تماماً أن الأوضاع في سوريا غير مستقرة، فيما أن الولايات المتحدة غير المهتمة لن تسمح بإعادة اللاجئين في هذه الظروف، وفي وقت لم تتم حل الأزمة في البلاد وفق المقررات الدولية.
