الاحتلال يدمر الطبيعة ويغير ديمغرافية القرى الحدودية في إقليم كردستان لتوطين المرتزقة هناك

يعيد الاحتلال التركي سيناريو عفرين المحتلة في إقليم جنوب كردستان، يقطع الأشجار ويحرق الغابات ويهجر السكان ويعمل على نقل المرتزقة المتطرفين وعائلاتهم إلى الإقليم، ما يهدد أمنه واستقراره وسط استمرار صمت حكومتي بغداد وهولير.

يوما بعد الآخر، يظهر للعلن حقد النظام التركي على الكرد، ففي إقليم جنوب كردستان يقتل ويرتكب مجازر بحق المدنيين، ويعمد إلى تدمير الطبيعة والغابات، وخلال السنوات الماضية كثيراً ما أضرم النيران في غابات وجبال كردستان واليوم يقوم بقطع الاشجار كما فعل في منطقة عفرين المحتلة.

الاحتلال يقطع الأشجار في زاخو وينقل حطبها إلى الداخل التركي

مصادر مطلعة من قضاء زاخو في إقليم كردستان كشفت قيام جيش الاحتلال بقطع الأشجار الحراجية في المنطقة، ونقلها إلى تركيا، ومن ثم بيعها، كما تقوم شركات تركية خاصة بقطع الأشجار وتصديرها إلى الداخل التركي، وهو ما اعتبره السياسي الكردي أدهم البارزاني بأنه إبادة بيئية يقوم بها الاحتلال التركي في الإقليم.

تكرار الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها الاحتلال في عفرين بإقليم جنوب كردستان

هذه الجرائم سبق أن أقدم عليها الاحتلال التركي في منطقة عفرين المحتلة في سوريا، ففي عام ألفين وتسعة عشر، تعرضت غابات عفرين إلى مجزرة بيئية بعدما تعرض ما يقارب أحد عشر ألف هكتار من أصل ثلاثة وثلاثين ألف هكتار من غابات الصنوبر، للحريق والتقطيع من قبل جيش الاحتلال التركي والمجموعات المرتزقة وتم نقل أطنان من الحطب إلى الداخل التركي وبيعه.

وتعليقاً على جرائم الاحتلال التركي في إقليم جنوب كردستان يرى البرلماني العراقي محمد البلداوي، أن “جرائم تركيا في العراق مستمرة بسبب غياب المطالب الحقيقية لحكومتي بغداد وهولير بردع ما يمارسه جيش الاحتلال”.

البرلمان العراقي سيعقد جلسة طارئة لبحث التوغل التركي في أراضي العراق

ويضيف في تصريحات لوكالة روج نيوز أن “هذه الممارسات نابعة عن حقد عثماني كبير إزاء الطبيعة في الإقليم، مشيراً إلى أن “الاحتلال التركي يقتل المدنيين ويرتكب المجازر ويواصل اليوم تدمير الطبيعة في إقليم كردستان، وهذه كارثة لا يمكن السكوت عنها”، مبيناً أن “مجلس النواب العراقي سيكون له موقف تجاه هذا الأمر”.

ويناقش أعضاء مجلس النواب العراقي عقد جلسة طارئة للبرلمان لمناقشة التوغل التركي وجرائمه المستمرة بحق الشعب الكردي”.

وسبق أن استدعت بغداد السفير العراقي وسلمته مذكرة احتجاج على التوغل التركي في الأراضي العراقية، لكن مراقبين قالوا إن هذه المواقف خجولة ولا ترقى إلى المستوى الذي يمكن أن تضع فيه حدا للجرائم التركية.

صمت حكومة الإقليم مخيف وقد تكون متورطة في المخططات التركية التي تستهدف الشعب الكردي

على الجانب الآخر تلتزم حكومة إقليم جنوب كردستان الصمت حيال هذه الجرائم التي ترتكب في أراضي الإقليم ويتهمها مراقبون بالتواطؤ مع المحتل التركي في استهداف حزب العمال الكردستاني وتخريب طبيعة كردستان وتهجير سكان المناطق الحدودية.

تغيير ديمغرافي ونقل المرتزقة إلى إقليم جنوب كردستان لتحقيق الأطماع العثمانية

ويجري الاحتلال التركي تغييرا ديمغرافيا في أراضي الإقليم بعد تهجير سكانها الكرد وتتحدث التقارير عن نيته نقل المرتزقة وعائلاتهم إلى أراضي إقليم كردستان وتوطينهم هناك.

هذه الممارسات تأتي في إطار أطماع النظام التركي في التوسع بدول المنطقة وإعادة حقبة العثمانيين الدموية، إذ يرغب الاحتلال التركي في إعادة احتلال عدة مناطق في شمال سوريا والعراق بدءاً من حلب مروراً بالرقة والحسكة ودير الزور وصولاً إلى الموصل ونينوى وكركوك في العراق، في إطار ما يسمى الميثاق الملي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى