الدعم الإقليمي الكبير لداعش يضعه مجدداً على طريق العودة وتكثيف نشاطه في المنطقة والعالم

لم يكن لداعش شن مثل هذا الهجوم العنيف على سجن الصناعة بمدينة الحسكة، لولا التخطيط والتعاون بين أطراف إقليمية وداخلية، بدورها كشفت صحيفة الغارديان أن داعش يحصل على جوازات مزورة من جهات تركية للسفر إلى سوريا وغيرها من الدول

هجوم داعش العنيف على سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة، سلط الضوء على أن هناك أطراف إقليمية ودولية تدعم الإرهاب لتنفيذ غايات وأجندات سياسية، حتى لو كان ثمن ذلك إعادة إحياء الإرهاب في المنطقة من جديد.

“باعتراف المرتزقة.. الهدف من الهجوم “احتلال الحسكة وجعلها منطلقاً لهجمات أخرى وإحياء داعش

استخبارات دول عدة كانت مشاركة في دعم مرتزقة داعش وخلاياه النائمة في هجومهم الأخير، والذي كان يهدف لإحياء داعش من جديد وضرب أمن واستقرار مدينة الحسكة واحتلالها وجعلها منطلقاً للهجمات على مدن ومناطق أخرى سواءً في الداخل السوري أو خارجه.

الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية أكدتا مراراً أن داعش لا يمكنه التخطيط وتنفيذ مثل هذا الهجوم الكبير الذي يأتي بعد انكساره وهزيمته جغرافياً منذ 3 سنوات، إلا بمساندة مباشرة من قبل استخبارات لدول إقليمية، وأقر العشرات من المرتزقة ممن هاجموا السجن وألقي القبض عليهم، أن الاحتلال التركي كان الداعم الأول والرئيسي لهجوم داعش، وذلك عبر تدريبهم في مدن ومناطق حدودية ضمن الأراضي التركية، وجعل مدينتي سري كانيه وكري سبي مركز عمليات لهؤلاء المرتزقة، مع وصول الأسلحة لهم من قبل جهات أخرى في العراق، وتسهيل حكومة دمشق وإيران مرور الخلايا في المناطق الأخرى نحو الحسكة. وهو ما سبق وأن أكده المركز الإعلامي لقسد وعليه اتخذت القوات العسكرية تدابير احترازية وأمنية منعاً لحدوث أي تسلل.

داعش حصل على دعم إعلامي كبير من قبل الأطراف الداعمة له خلال هجومه على سجن الحسكة

دعم الأطراف المذكورة لم يكن عسكرياً ولوجستياً فقط، بل إعلامياً أيضاً، حيث وخلال هجوم داعش العنيف على سجن الصناعة وتصدي القوات العسكرية لهم، بدأت أبواق ووسائل إعلام تابعة لحكومة دمشق وما يعرف “بالائتلاف” وتلك التابعة للاحتلال التركي بالترويج أن كل ما يحدث هو مجرد مسرحية الهدف منها “تهجير أهالي الأحياء الجنوبية” مع تصوير داعش على أنهم مدنيين ومقاومة شعبية.

ولعل تقرير الغارديان دليل جديد على مدى دعم الاحتلال التركي لداعش، حيث قالت الصحيفة أن “تحقيقات صحفية بريطانية” أكدت انتشار شبكات لإصدار جوازات سفر مزورة في تركيا بتأشيرات رسمية تتيح لمن له علاقة بداعش فرصة مغادرة سوريا والسفر إلى دول أوروبية.

وبحسب التحقيق، فإن إحدى هذه الشبكات التي يديرها أوزبكي لديها روابط بشبكات متطرفة تعيش في تركيا، وأكد التقرير وجود 10 حالات على الأقل وقفت عليها الصحيفة، استخدم الأشخاص الذين عبروا الحدود السورية بشكل غير قانوني إلى تركيا هذه الجوازات للمغادرة عبر مطار إسطنبول.

وحذرت الصحيفة أن هذه الجوازات تجعل الإرهابي يفر من المحاسبة على جرائمه ومواصلة نشاطه الإرهابي في سوريا وغيرها من الدول، ونقلت الغارديان عن مسؤولين غربيين أن داعش حصل في 2015 على مواد لتصنيع جواز سفر في سوريا والعراق، واستخدم هذه التقنيات لفرار عناصره من بين مليون شخص فروا إلى أوروبا مع اللاجئين.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى