الذكرى السنوية الأربعون لمقاومة 14 تموز التاريخية

أُشعلت نيران نوروز قبل 40 عاماً في سجن آمد، ضد الظلم والعبودية والخيانة والاستسلام، وذلك بقيادة المناضل مظلوم دوغان. ووصلت مقاومة السجون إلى أعلى مستوياتها في 14 تموز 1982 بقيادة كمال بير، ومحمد خيري دورموش، وعاكف يلماز وعلي جيجك.

في سبعينيات القرن الماضي، تطورت الحركات اليسارية في تركيا بشكل كبير، وفي شمال كردستان تأسس حزب العمال الكردستاني عام 1978، في حين كانت تركيا تعاني من تدهور اقتصادي كبير. وبدأت شعبية حزب العمال تزداد يوماً بعد يوم، لذلك قام الجنرال الفاشي التركي كنعان إيفرين بانقلاب عسكري في 12 أيلول عام 1980، بهدف تدمير وهزيمة الحركات الثورية.

هذا الانقلاب حوّل البلاد إلى سجن كبير. عبر اعتقال مناضلي الحرية ومعظمهم كانوا من الكوادر القيادية في حزب العمال الكردستاني ومناصريه. وأرادت الفاشية التركية بذلك القضاء على حزب العمال الكردستاني في بداياته.

وفي آذار عام 1981 بدأ عدد كبير من كوادر حزب العمال إضرابًا عن الطعام ضد نظام العنف والتعذيب في السجن. ولكنهم أنهوه في اليوم الثالث والأربعين بعد وعود من الفاشية التركية بإيقاف ممارساتها في السجون، ولكن الفاشية سرعان ما تراجعت عن وعودها.

تضحية مظلوم دوغان وصرخة “المقاومة حياة “بوجه سياسات فرض الاستسلام

نتيجة عمليات التعذيب في سجن آمد، استشهد العديد من كوادر حزب العمال الكردستاني، ولذلك نفذ المناضل مظلوم دوغان عملية فدائية بإضرام النار بجسده عبر ثلاثة أعواد ثقاب من الكبريت في يوم نوروز المصادف لـ 21 آذار عام 1982 مطلقاً جملته المشهورة “المقاومة حياة” والتي أصبحت شعاراً للمقاومة في سجن آمد بعد ذلك.

تضحية مظلوم دوغان أشعلت المقاومة في سجن آمد، وفي 18 أيار من نفس العام، نفذ فرهاد كورتاي، ومحمود زنكين وأشرف آنيَك ونجمي أونر عملية فدائية في السجن ضد سياسات وممارسات الإبادة والاستسلام التي مُورِسَت على سجناء الحرية، وأضرموا النيران بأجسادهم.

قادة الإضراب عن الطعام حتى الموت… كمال بير ومحمد خيري دورموش وعاكف يلماز وعلي جيجك

وفي 14 تموز، كان سجن آمد على موعد مع حدث تاريخي هزم الفاشية وضربها في صميمها وأوصل المقاومة في السجون إلى أعلى المستويات وأصبحت ميراثاً حتى اليوم لجميع السجناء في سجون الفاشية التركية، إذ أعلن كل من كمال بير التركي الأصل ومحمد خيري دورموش وعاكف يلماز وعلي جيجك الإضراب عن الطعام حتى الموت بوجه سياسات التعذيب وفرض الاستسلام على كوادر الحزب، ليستشهدوا في أيام الـ (الخامس والخمسين والثامن والخمسين، والسادس والستين والسابع والستين) على التوالي.

ميراث مقاومة 14 تموز يتجسد اليوم في مقاومة الكريلا لهجمات الاحتلال التركي في مناطق الدفاع المشروع

إن مقاومة 14 تموز أكدت أن إرادة الإنسان لا يمكن هزيمتها. هذه المقاومة أصبحت الميراث الذي يسير عليه كوادر حزب العمال الكردستاني الذين يوجهون اليوم وبروح هذه المقاومة الضربات الواحدة تلو الأخرى للفاشية التركية، مؤكدين أن التقنية العسكرية الحديثة لا تستطيع هزيمة إرادة المقاتل الحر الباحث عن الحرية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى