الذكرى السنوية السادسة لتحرير منبج

على مر عمر الازمة السورية ذاقت مدنها الويلات من النظام المستبد وصولا للجماعات التي تدعي نفسها بالمعارضة لتنتهي ببطش واحتلال مرتزقة داعش حين حل ظلامها على منبج التي احتلتها لأكثر من عامين ونصف، بين عام 2014 وحتى 2016, فما كان لهذا الظلام الا ان يزول عندما خفقت راية الشمس الصفراء راية قوات سوريا الديمقراطية ومجلس منبج العسكري في سمائها معلنة تحريرها في 15 آب 2016.

تترابط الجزئيات الاحداث والويلات التي حلت على المنطقة ولاتكاد تنفك عن اسبابها الواضحة والمتأتية من السلطات الفاشية والانظمة المستبدة مرورا بازمات جلبت معها جماعات مرتزقة ارهبت العالم على رأسها داعش.

وسط صمت الموتى للشعوب المضطهدة اُطلقت رصاصة بفضل فكر القائد عبدالله اوجلان في 15 اب 1984 على يد القائد عكيد “معصوم قورقماز” وشق دويها ظلام تلك السنين توقظ الشعوب من موتها وتسحبها من من هاوية الزوال, فكانت احد محطاتها تحرير مدينة منبج في 15 آب 2016 على يد مجلس منبج العسكري.

في أواخر 2015، حررت قوات سوريا الديمقراطية سد تشرين وعبرت الفرات، محررة بلدة تشرين وغيرها من المناطق القريبة من داعش، مما مهد الطريق من أجل حملة عسكرية مستقبلية نحو منبج.

وفي الأول من نيسان 2016، تأسس مجلس منبج العسكري وضم 13 قيادياً من مكونات المنطقة منضوين تحت راية قوات سوريا الديمقراطية لتمهيد الطريق من أجل حملة تحرير منبج

ولان سياسة الفاشية التركية ثابتة تجاه الشعوب وضرب نسيجها ،حاولت التأثير والتشويش على حملة تحرير منبج قبل انطلاقها من خلال محاولات بث الفتن كونها لم تستوعب ان مكونات منبج من الكرد و العرب والشركس والتركمان توحدوا تحت راية واحدة لتحرير مدينتهم من رجس داعش ربيبة الفاشية التركية.

رغم كل ذلك , نداءات الشعب لقوات سوريا الديمقراطية بتحريرهم من داعش لم تعد تقبل التأجيل حيث بدأت حملة تحرير منيج في الأول من حزيران من عام 2016، بقيادة الشهيد فيصل أبو ليلى والذي استشهد قبل أن تصل الحملة إلى مدينة منبج، ثم سميت الحملة باسمه، وأكمل رفاقه مسير الحملة أمثال الشهيد عدنان أبو أمجد والشهيد أبو جاسم البكاري والشهيد بوطان تركماني والشهيدة كوجرين.

حيث كان لهؤلاء الدور البارز في الحملة وكان هدفهم الأساسي هو تحرير الأهالي من مرتزقة داعش وتوطيد الأمن والاستقرار، ومن أجل ذلك قدّم ما يقارب 500 شهيد وشهيدة أرواحهم

مكونات منبج بدورهم كانوا السند للقوات العسكرية من ناحية رفع المعنويات والانضمام إلى صفوف القوات كونها خلصتهم من الظلام والإرهاب.

تحررت مدينة منبج وقراها خلال 73 يوم بعد معارك شرسة خاضتها قوات سوريا الديمقراطية ومقاتلي مجلس منبج العسكري، حيث بدأ داعش بالانهيار بعد فشله في مدن منبج والطبقة والرقة ودير الزور والحسكة.

فكان تحرير منبج بمثابة انتزاع العاصمة الثانية لمرتزقة داعش في سوريا، وسد الشريان الثاني المغذي للمرتزقة، بعد تحرير وحدات حماية الشعب والمرأة مدينة كري سبي/تل أبيض من داعش صيف عام 2015

وأثر تحريرها على داعش بشكل كبير، إذ بدأت قوى المرتزقة تنهار بعد سد هذا الشريان، الأمر الذي ساهم سريعًا بدحره في آخر معاقله بالباغوز خلال ربيع عام 2019.

وبفضل تلك التضحيات التي قُدمت ونتيجة لصوت رصاصة القائد عكيد المستمرة في ايقاظ الشعوب وتحريرها, فكانت بعدها مرحلة البناء والنهوض من تحت ركام الدمار والظلام وتشكيل الإدارة المدنية الديمقراطية في منبج وريفها التي أسست عدد كبير من المراكز والمؤسسات خدمة للشعب والنهوض بواقع المدينة , ومع ذلك مايزال الاحتلال التركي ومرتزقته لايروق لهم خلاص الشعوب حيث يهددون ويشنون هجمات مستمرة في محاولة منهم لابادة الشعوب بعد اليقظة, لكن الشعوب اتخذت قراراها في انتهاج مبدأ حرب الشعب الثورية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى