الذكرى السنوية العاشرة لإعلان الإدارة الذاتية في عفرين

يصادف اليوم الذكرى السنوية العاشرة لإعلان الإدارة الذاتية في عفرين، وسط مقاومة ونضال أهلها المهجرين قسرا بعد احتلالها، وإصرارهم على العودة إلى ديارهم وتحرير كافة الأراضي المحتلة.

عقب ثورة التاسع عشر من تموز عام ألفين واثني عشر التي انطلقت من مدينة كوباني في شمال وشرق سوريا، اجتمعت مكوناتُ وشعوب المنطقة واتفقت على التعايش المشترك وتوحيد الخطاب السياسي وإنشاء نظامٍ إداريٍّ تشاركي، تحت مُسمّى “الإدارة الذاتية الديمقراطية”، التي أُعلنت بدءاً من مقاطعة الجزيرة في الحادي والعشرين من كانون الثاني عام ألفين وأربعة عشر، وتبعتها كلٌّ من كوباني وعفرين في الشهر ذاته.

الإعلان عن الإدارة الذاتية الديمقراطية في عفرين بتاريخ التاسع والعشرين من كانون الثاني عام ألفين وأربعة عشر كان حدثاً تاريخياً وثمرة نضال وتضحيات الشهداء، حيث قامت بترسيخ مبادئ الحرية والديمقراطية والحياة الكومينالية وساهمت في تطوير البنية التحتية والنظام المؤسساتي على كافة الأصعدة وتأمين الأمن والأمان والاستقرار، ومن خلال تلك الإدارة أصبحت مقاطعة عفرين وجهة لكل من يبحث عن الأمن والأمان والهاربين من أتون الحرب المدمرة ما بين قوات حكومة دمشق والمرتزقة بمختلف مسمياتهم.

غير أن هذا الوضع لم يلقَ قبولاً لدى دولة الاحتلال التركي التي قامت بتوجيه مرتزقتها لاحتلال عفرين من خلال الهجوم بمختلف أنواع الأسلحة المتطورة والطيران الحربي وبدعم مباشر من جيش الاحتلال وبموافقة من الدول الضامنة وأمام أنظار العالم.

ولكن أبناءها وبناتها قاوموا بإرادة فولاذية كافة أنواع الأسلحة المتطورة والمحرمة دولياً لمدة ثمانية وخمسين يوماً، وسطروا أروع الملاحم البطولية أمثال (بارين – أفيستا – إيلان) من خلال مقاومة العصر التي شهد لها العالم أجمع.

جرائم الفاشية التركية لم تنته باحتلال عفرين، بل لاتزال تسعى إلى تهجير من تبقى من سكانها الأصليين وتمارس انتهاكات فظيعة بحق الإنسان والطبيعة من قتل ونهب وقطع للأشجار، عدا عن بناء المستوطنات وتوطين الغرباء فيها بهدف التغيير الديمغرافي للتركيبة السكانية.

في حين لايزال أهالي عفرين والمهجرون قسرا يؤكدون على مواصلة الصمود والبدء بمقاومة العصر بمرحلتها الثانية وكلهم إصرار على النضال والمقاومة حتى تحرير مدينتهم وكافة الأراضي السورية المحتلة والعودة إلى ديارهم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى