الذكرى السنوية الـ 39 لرحيل السينمائي الكردي يلماز غوني

تمر اليوم الذكرى السنوية الـ 39 لرحيل السينمائي الكردي يلماز غوني، الذي تعرّض للقمع والاضطهاد في سجون الفاشية التركية فقط لأنه كردي، ومن خلف جدران السجن كانت السينما وسيلته للتعبير عن رفضه للظلم والقهر الذي يتعرض له شعبه.

يصادف اليوم الذكرى السنوية الـ 39 لرحيل السينمائي الكردي يلماز غوني، الذي عرف بانحيازه للمقهورين والمضطهدين عبر أفلامه السينمائية.

وولد يلماز كوني في اليوم الأول من شهر نيسان عام 1937 في مدينة أضنة التركية، وأكمل الثانوية وسجل في جامعة إسطنبول في كلية الاقتصاد.

يلماز غوني يمثل سينما المقهورين والمضطهدين ضد الظلم والاستعباد

أسرة يلماز غوني كانت بسيطة شبه فقيرة؛ فوالده كان عاملاً موسمياً، وكان هو وأخوته السبعة مهددين بالجوع والفقر كل يوم، وعلى الرغم من كل هذه الظروف تمكن من بناء حسّه الفني في كتابة القصص والشعر، بل ونمّى حبه للسينما يوماً بعد يوم, الأمر الذي أنشأ بداخله روح الدفاع عن الطبقات الفقيرة والتي لا تحظى بحقوقها في المجتمع.

كانت البداية الفنية ليلماز غوني من خلال كتابة القصص القصيرة والشعر، وعندما وصل إلى عامه التاسع عشر، قرر الانتقال إلى مدينة اسطنبول، وكانت هذه بدايته الحقيقية؛ فهناك أعطاه المخرج السينمائي عاطف يلماز، الفرصة الحقيقية وقدمه للجماهير لأول مرة كممثل، ومن هنا بدأ غوني مشواره الفني الطويل.

اعتقلته سلطات الفاشية التركية أول مرة عام 1961 بسبب إعلانه عن كرديته ودفاعه عن هذا الشعب المضطهد،ولم يتمكن بعدها من استكمال مسيرته التعليمية.

كما تعرّض الفنان يلماز غوني للاعتقال أكثر من مرة؛ بسبب آرائه السياسية الجريئة، والتي تدور حول الدفاع عن الكرد وعن الطبقة الفقيرة في المقام الأول، ويأتي بعدها مهاجمته للنظام السياسي الغافل عن إقامة المساواة والعدل.

وعلى الرغم من تعرضه للقهر من قبل السلطة، إلا أن كتاباته تُرجمت إلى أكثر من سبع لغات، كما أنه رُشّح لنيل جائزة نوبل للآداب.

إلى جانب موهبته في التمثيل والكتابة والتأليف، قرر غوني أن يدخل مجال الإخراج عام 1968 لأنه وجد أن الإخراج سوف يكون وسيلة قوية للتعبير عن آرائه من وجهة نظره الشخصية، وبالفعل، فقد قدم أول فيلم من إخراجه بعنوان “سيد خان”.

وفي عام 1981 وبعد أعوام من السجن والظلم، قرر الفنان يلماز غوني الهروب من السجن أثناء (إجازة المراقبة) وانتقل من تركيا إلى اليونان، ومن اليونان استقر في فرنسا، وقامت الفاشية التركية بسحب الجنسية منه، كما أصدرت بحقه حكماً بالسجن تصل مدته إلى 22 عاماً بتهمٍ مختلفة ملفقة.

وفي الـ 9 من أيلول عام 1984 رحل السينمائي الكردي يلماز غوني عن عالمنا عن عمر يناهز 47 عاماً فقط، بعد معاناته من مرض السرطان، وقد حضر مراسم الجنازة كبار رجال الدولة الفرنسية على رأسهم عقيلة الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران، وقد تم دفنه في مقبرة العظماء.

مسيرة يلماز غوني في مجال الفن والسينما المنحازة إلى المقهورين والمضطهدين، أصبحت مصدر إلهام للسينمائيين الكرد في كل أجزاء كردستان، وخاصة في روج آفا ومناطق شمال وشرق سوريا، حيث ظهرت العديد من المؤسسات الفنية التي تسعى إلى انتاج سينما جادة ملتزمة بقضايا الشعوب ومناهضة لكل أشكال الظلم والاضطهاد.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى