الذكرى الـ18 لانتفاضة 12 آذار…كيف بدأت ومن ساعد في تفاقمها؟

بذهنيته الإقصائية وفكره التعسفي الشوفيني الذي لا يقبل بغيره، أراد تفكيك وحدة المكونات في محافظة الحسكة وبث النعرات الطائفية فيما بينهم، ولايزال يستمر فيها إلى يومنا هذا، وينتهج الاحتلال التركي نفس الذهنية من خلال جر مناطق شمال وشرق سوريا إلى الاقتتال الداخلي الطائفي، ولكن أمام هذه التحديات وكافة المخططات أكدت الإدارة الذاتية علوة كعبها فدحرت ببنيتها الديمقراطية المستندة إلى أخوة الشعوب والعيش المشترك جل هذه الأجندات.

مضى ثمانية عشرة عاماً على انتفاضة قامشلو والمجزرة التي ارتكبها النظام البعثي في 12 آذار 2014 والتي راح ضحيتها 9 شبان كرد، إضافة لوقع عشرات الجرحى والمئات من المعتقلين هذه الانتفاضة التي انطلقت من قامشلو وصلت كافة المدن الكردية في روج آفا حتى وصل صداها إلى حلب وقلب العاصمة السورية دمشق،واعتبرت نواة للوحدة الكردية في روج آفا.

سعى النظام البعثي من خلالها لزعزعة استقرار وأحداث شرخاً بين المكونين الكردي والعربي عبر هتافات رددت من قبل بعض الأشخاص الذين أرسلهم النظام السوري والتي تحيي الديكتاتور العراقي صدام حسين وضد الشعب الكردي وحينها أعرب الشعب الكردي في قامشلو عن غضبهم حيال تلك الشعارات, وعلى أثره هاجمت مجموعة العنصريين الذين كانوا قد جهزوا أنفسهم, أهالي قامشلو بالسكاكين والحجارة والسلاح.

وبدورها قامت شرطة وجنود النظام البعثي بمهاجمة الأهالي بدلاً من إيقاف أولئك العنصرين ونتيجة لإطلاق الرصاص استشهد تسعة مدنيين بينهم طفلان, وسار سكان قامشلو إلى ملعب المباراة بعد سماع الواقعة, لكن هذه المرة، وبناءً على أوامر من محافظ مدينة الحسكة، سليم كبول أطلقت الشرطة النار على المحتجين, واستشهد خلال الانتفاضة التي استمرت 36 يوماً 50 كردياً ، واصيب مئات آخرين.

كافة الشعوب في روج آفا انتفضوا ضد النظام الشوفيني

ونظم الكردستانيون انتفاضة واسعة النطاق في 13 آذار في مدينة قامشلو, حيث تجمع الالاف من الأهالي أمام مسجد قامشلو وعقدوا مسيرة حاشدة شارك فيها أهالي عامودا وتربسبيه ونظراً لأن حكومة دمشق منعت حركة المرور، اضطر معظم الناس في هذه المناطق إلى السير حتى مدينة قامشلو، وحينها فر عناصر النظام البعثي من مراكزهم بسبب الغضب الشعبي العام، وعلى اثره أقدم النظام البعثي بإطلاق الرصاص على المنتفضين المدنيين كما أقدم الأهالي على هدم تماثيل الرئيس السوري حينها حافظ الأسد في الدرباسية وعامودا.

رغم مرور 18 عاماً لا زالت حكومة دمشق متمسكة بذهنيتها والاحتلال التركي يكملها

ومع مرور الأعوام دائب النظام البعثي اللعب على هذا الوتر الحساس وحاول في مختلف المناسبات ضرب الكردي والعربي فيما بينهم لتحقيق مكاسب لخدمة سلطته وسياسات وأجنداته الحزبيه ومع مرور أكثر من عشرة أعوام على الأزمة السورية تسعى حكومة دمشق الحالية المضي على نفس السياسية لحماية كيانها السلطوي المبني على القتل.

وليس ببعيد عن النظام البعثي فجارتها الاحتلال التركي الذي ساند حينها النظام البعثي في ارتكابه المجازر بحق الكرد في سوريا والذي دخل على خط الأزمة السورية عبر دعم المرتزقة وعلى رأسهم مرتزقة داعش واحتلت العديد من المدن السورية ،اللعب على هذا الوتر أيضاً من خلال جلب مرتزقة من كافة المناطق السورية والمهاجمة بهم على المناطق الكردية وارتكاب المجازربحقهم ،بالإضافة للتغيرالديمغرافي وإسكان مرتزقته من المكونات الأخرى في القرى والمدن الكردية وحتى جلبه للفلسطينين وإنشاء مستوطنات لهم في عفرين المحتلة كما تسعى من خلال بعض الشخصيات المرتزقة إطلاق حرب طائفية في مناطق الإدارة الذاتية وخاصة بين المكونيين الكردي والعربي.

الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تغلبت على التحديات وأفشلت ما يصبوا إليه النظام البعثي والاحتلال التركي

ولكن أمام كل هذه التحديات كان لشعوب شمال وشرق سوريا رأي آخر أفصحوا عنه من خلال الإدارة الذاتية المستندة إلى أخوة الشعوب والتعايش المشترك وبناء هيكلية إدارة وعسكرية واجتماعية وثقافية تدار بشكل عادل وبمشاركة كافة المكونات ويعيش في ظلالها الكرد والعرب والسريان والتركمان والشركس.

ولإظهار تكاتف المكونات أعادت الإدارة الذاتية تسمية الملعب الذي ارتكب فيها النظام البعثي المجزرة بـ “ملعب شهداء 12 آذار”، وأصبحت انتفاضة 12 آذار 2004 في مدينة قامشلو أساس ثورة روج آفا في 19 تمور.

ومنذ عام 2005 يشعل أهالي قامشلو الشموع في مساء يوم 11 آذار من كل عام، ويستذكرون شهداء الانتفاضة في 12 آذار من كل عام بدقيقة صمت في تمام الساعة (11:00) إجلالا واحتراما لأرواحهم الطاهرة، كما تنظم مباراة بين فريقي دير الزور وقامشلو تأكيداً منهم بأن الرياضية التي حاول من خلال النظام تفرقتهم، تجمعهم وتزيد الروابط فيما بينهم

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى