السنوية الـ 108 لمجازر العثمانيين التي أبادت الأرمن والسريان والآشوريين

لم تسلم شعوب المنطقة قاطبة من مجازر العثمانيين الذين جزوا رقاب حوالي مليون ونصف المليون أرمني وسرياني آشوري في موزوبوتاميا والأناضول. والآن يسعى حفيد العثمانيين لإبادة شعوب شمال وشرق سوريا ليستكمل مجازر أسلافه.

يحيي الأرمن والسريان الآشور الكلدان في الرابع والعشرين من نيسان كل عام الذكرى السنوية لمجازر الإبادة التي ارتكبها العثمانيون بحق المسيحيين في أراضي الامبراطورية قبل وبعد الحرب العالمية الأولى والتي انتهت بتشريد الأرمن، السريان الآشور الكلدان في الشرق الأوسط.

ويعود سبب اختيار يوم الرابع والعشرين من نيسان تاريخاً لذكرى الإبادة الجماعية، لأنه في هذا اليوم من عام 1915 أعدم العثمانيون حوالي 250 شخصاً من نخبة المجتمع الأرمني من (قادة، مثقفين، كتّاب، رجال دين) في إسطنبول.

أول مذابح العثمانيين بحق الأرمن بدأت بعد مطالبتهم بحقوقهم

أولى مذابح العثمانيين بحق الأرمن بدأت بعدما طالبوا بإصلاحات سياسية وملكية دستورية وانتخابات وإلغاء التمييز العنصري ضدهم، بين عامي 1894 – 1896. وفيها قتل السلطان العثماني عبد الحميد الثاني حوالي 80 ألف شخص في مجزرة عرفت باسم “المجازر الحميدية”. ومن أبشع المجازر التي ارتكبت آنذاك حرق نحو 2500 امرأة أرمنية في كاتدرائية رها.

وفي عهد جمعية تركيا الفتاة، استمرت المجازر حيث قتل ألفي أرمني في مدينة أضنة خلال يومين فقط.

وبعد الاتفاقية العثمانية الألمانية السرية عام 1914 لتفريغ حدود روسيا من الأرمن، وهزيمة العثمانيين على يد روسيا في معركة ساري قاميش في كانون الثاني عام 1915، حمّل العثمانيون الأرمن سبب هزيمتهم وبدأوا بذبحهم من الرقبة وتهجير من تبقى حياً.

ويطلق على المجازر التي ارتكبها العثمانيون بحق الأرمن تسميات عديدة، منها “المحرقة والمذبحة والجريمة الكبرى”، ويقدر الباحثون أن أعداد ضحايا الأرمن يتراوح بين مليون ومليون ونصف شخص.

السريان الآشور الكلدان يحيون ذكرى ضحايا مجازر السيفو

وفي ذات اليوم يحيي السريان الآشور الكلدان ذكرى مجازر الإبادة بحقهم من قبل العثمانيين، والتي تسمى “مذابح السيفو” و”المذابح الآشورية ومذابح السريان”.

ولا توجد إحصائيات دقيقة للعدد الكلي للضحايا، غير أن الدارسين يقدرون أعداد السريان الآشوريين الذين قتلتهم السلطنة العثمانية ما بين 250 – 500 ألف شخص.

منظمات ودول تعترف بالإبادة الجماعية وتركيا ترفض

واعترفت العديد من المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والبرلمان والمجلس الأوروبي ومنظمة حقوق الإنسان، فضلاً عن 21 دولة آخرها الولايات المتحدة الأمريكية، بمجازر الإبادة هذه في وقت تستمر فيه الفاشية التركية بإنكارها وتجرم الحديث عنها.

زعيم الفاشية التركية أردوغان يريد استكمال مخطط العثمانيين لإبادة شعوب المنطقة

والآن يشن زعيم الفاشية التركية أردوغان هجمات على شمال وشرق سوريا لإبادة الكرد والعرب والارمن والسريان والآشور والكلدان وغيرهم، ليستكمل بذلك مخطط الإبادة الذي بدأه أسلافه بحق شعوب المنطقة الذين تعرضوا جميعاً للمجازر بدون استثناء.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى