السويداء تنتفض وتطالب بتغيير نظام الحكم في البلاد

تعيش السويداء على صفيح ساخن منذ ثلاثة أيام وتعمها المظاهرات التي تطالب بتغيير نظام الحكم وحل الأزمة السورية وفق المقررات الأممية وخاصة القرار اثنين وعشرين أربعة وخمسين.

يوماً بعد يوم تظهر ملامح فشل النظام الحاكم في دمشق في قيادة المرحلة المقبلة في سوريا، وبعد كل الصراعات التي جرت وتجري في البلاد يسعى النظام للحفاظ على ذهنيته الاستبدادية التي أوصلت البلاد إلى هذه المرحلة، ويرغب في العودة إلى ما قبل عام ألفين وأحد عشر في حكم البلاد بالقبضة العسكرية.

ولكن كل يوم تظهر بوادر جديدة تؤكد أن سوريا المستقبل لا تحتمل هكذا ذهنية في الإدارة ويجب أن يتغير نظام الحكم بجميع أركانه حتى تستطيع سوريا النهوض من جديد.

آخر هذه البوادر ظهرت في الجنوب وتحديداً في السويداء التي تعيش على صفيح ساخن منذ ثلاثة أيام وتعمها المظاهرات التي تطالب بتغيير نظام الحكم وحل الأزمة السورية وفق المقررات الأممية وخاصة القرار اثنين وعشرين أربعة وخمسين.

المتظاهرون يرفضون قرارات حكومة دمشق وسياساتها الاقتصادية الفاشلة

الاحتجاجات انطلقت بسبب غلاء الأسعار والوضع الاقتصادي المتردي ورفع حكومة دمشق الدعم عن بعض الفئات المجتمعية، لكنها تحولت إلى مطالبات بإسقاط نظام الحكم ورفض هذه الذهنية المتسلطة التي تحكم دمشق.

ولليوم الثالث على التوالي تشهد عموم مناطق السويداء احتجاجات واسعة للأهالي يرفع فيها المتظاهرون شعارات ضد دمشق وقطعوا الطرق وأشعلوا الإطارات تعبيراً عن غضبهم ورفضهم لسياسات دمشق.

مطالبات في السويداء بتطبيق القرار الأممي 2254 وإنقاذ ما تبقى من سوريا

كما يطالب المتظاهرون بتطبيق القرار الأممي 2254 الذي ينص على الانتقال السياسي للسلطة في سوريا، في دليل واضح على رفض النظام القائم من قبل عموم السوريين وليس فقط في مناطق محددة ولو أتيحت الفرصة لربما انتفض مناطق الساحل والداخل ودمشق ايضاً ضد هذه الحكومة .. ولكن سياسة القمع وقتل المدنيين والمتظاهرين التي دأبت حكومة دمشق على ممارستها منذ عام ألفين وأحد عشر قد تؤخر ساعة انفجار الوضع وخروجه عن السيطرة.

كل المؤشرات تدل على أن السوريين يجب أن ينتفضوا في وجه حكومة دمشق

وما يجري في السويداء وقبلها في درعا وبقية المناطق السورية تشير إلى انتهاء صلاحية السلطة القائمة في دمشق وعدم قدرتها على إدارة سوريا المستقبل بهذه الذهنية، وبالرغم من أن السويداء نأت بنفسها عن الدخول في الصراع على السلطة القائم في البلاد منذ عشر سنوات إلا أن الأوضاع لم تعد تحتمل ولا بد للسوريين الانتفاضة مجدداً ضد الذهنية التي تحكم دمشق.

اللامركزية هي الحل ونظام الإدارة الذاتية نموذج يمكن الاستفادة منه

ويطالب السوريون بنظام لامركزي لسوريا المستقبل وتوزيع صلاحيات الإدارة في الأطراف بدلاً من حصرها في يد شخص واحد أو عائلة واحدة أو فئة واحدة تعيش في قصور دمشق.

وتحقق ذلك إلى حد كبير في مناطق شمال وشرق سوريا حيث أسس المكونات فيها نظاماً لا مركزياً ويدير الأهالي شؤونهم بنفسهم في مناطقهم وأطلق عليه اسم مشروع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا .. وفي السويداء تحققت خلال السنوات الماضية نوع من اللامركزية من خلال رفض المشاركة في الصراع وإدارة شؤون المناطقة من قبل سكانها وحمايتها بالقوات المحلية مع وجود شكلي لمؤسسات حكومة دمشق.

ويرى مراقبون أن ما تشهده السويداء رسالة أخرى لحكومة دمشق للاستفاقة من ثباتها وإدراك أنه حان وقت التغيير ولا يمكن أن تدار سوريا المستقبل بهذه الذهنية الاقصائية التي ترفض الآخر .. ويعول السوريون على حلول داخلية والحوار الذي قد ينتج عنه نماذج للحل تنقذ سوريا من التدخلات الخارجية والاحتلالات والاستبداد.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى