الصحفي حسين عمر: مطالب الشعوب لا تؤثر على القرارات الدولية على الرغم من مشروعيتها

يطالب أبناء شمال وشرق سوريا، منذ أعوام، بضرورة فرض حظر جوي أمام طائرات الفاشية التركية التي تقتل الشعب السوري، إلا أن مجلس الأمن والقوى الدولية، وكعادتها، لم تصغ لتلك المطالب, حيث أكد الكاتب والصحفي حسين عمر أن الدول الإقليمية ربطت إنهاء الأزمة السورية بتحقيق أهدافها ومصالحها.

عقب اندلاع الأزمة السورية، واحتلال الفاشية التركية العديد من المناطق السورية، بدءاً من جرابلس وإدلب وإعزاز والباب وصولاً إلى عفرين وكري سبي وسري كانيه، طالبت مكونات وأحزاب سياسية وتنظيمات اجتماعية ومدنية بضرورة فرض حظر جوي على شمال وشرق سوريا، إلا أن المجتمع الدولي ومجلس الأمن لم يحركا ساكناً بل يتحركان وفق مصالح بعض الدول ضد مصير الشعوب ومصلحها.

وفي هذا السياق, أكد الكاتب والصحفي حسين عمر أن مطالب الشعوب لا تؤثر على القرارات الدولية على الرغم من مشروعيتها وخاصة في ظروف هذا الوطن المتشظي والذي أصبح ساحة مفتوحة للصراعات الدولية والإقليمية نتيجة رفض حكومة دمشق التصالح مع الشعب.

الصحفي حسين عمر: الدول الإقليمية ربطت إنهاء المقتلة السورية بتحقيق أهدافها ومصالحها

وعن التدخلات الخارجية في سوريا، قال عمر “أسست مجموعة من الدول الإقليمية والعالمية، على رقعة أرضها قواعد عسكرية من الصعب التكهن بتوقيت خروجها، وهذه القوى ربطت إنهاء المقتلة السورية بتحقيق أهدافها ومصالحها ولهذا لا أحد يصغي إلى المطالب المشروعة للشعب السوري من أجل حمايته من الجهات التي تقتله وتحتل أراضيه وتشرده”.

وسلط عمر الضوء على ازدواجية وتأثير المصالح الدولية على القرارات الأممية والدولية، منوها أنه عندما تم فرض حظر جوي على جنوب كردستان لمنع نظام صدام حسين من شنّ هجمات كيميائية هناك, كانت القوى العالمية متفاهمة على دعم الشعب العراقي.

وأوضح عمر أنه كما أن روسيا حينها كانت تحاول كسب رضى أميركا والغرب والصين، وكذلك أغلبية الدول العربية ساندت المعارضة العراقية, مضيفا أن فرنسا أيضا تبنّت تقديم المشروع إلى مجلس الأمن وهو ما لن تقوم به بخصوص شمال وشرق سوريا، لأسباب كثيرة أولها إنها تعلم بأن المشروع سيصطدم بالفيتو الروسي والصيني.

الصحفي حسين عمر: روسيا وأميركا تغض الطرف عن قتل المدنيين بواسطة المسيّرات التركية لتطابق مصالحهما في العلاقة مع المحتل

واختتم الكاتب والصحفي حسين عمر كلامه أنه من الناحية العملياتية تستطيع كل من روسيا وأميركا بسبب وجودهما العسكري على الأراضي السورية فرض حظر على أي طائرة تقترب من المنطقة، وهما تقومان بذلك في المناطق التي تهمهم، وخاصة أميركا التي تمنع الطائرات العسكرية السورية من الاقتراب من مناطق وجودها وخلاف ذلك تغض الطرف عن قتل المدنيين وترهيبهم بواسطة المسيّرات التركية دون أن تمنع، مضيفا روسيا أيضاً تفعل الفعل الأميركي وذلك لتطابق مصالحهما في العلاقة مع المحتل التركي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى