العراق بلا حكومة ورئيس وزراء منذ أكثر من 10 أشهر.. ومخاوف من الانجرار لحرب أهلية

تجاوز العراق الشهر العاشر دون أن تتمكن الكتل والأحزاب السياسية من تشكيل حكومة جديدة، وذلك مع استمرار انسداد أفق الحل والتصعيد الحاصل في الشارع والمخاوف من الانجرار لحرب أهلية، خاصة بعد اقتحام أنصار مقتدى الصدر للبرلمان واستغلال الأطراف الخارجية لهذه الأوضاع لتنفيذ أطماعهم.

مع زيادة التدخلات الخارجية في الشأن العراقي واختلاف السياسات والأجندات والأهداف لتلك الأطراف، يعيش الشعب العراقي أزمات حادة وعلى كافة الأصعدة خاصة الاقتصادية منها، وذلك بعد الانتهاء من حقبة نظام مستبد فاشي إجرامي.

الشعب العراقي فقد الثقة بالطبقة السياسية في البلاد.. ولا حكومة جديدة حتى بعد انتهاء الانتخابات منذ 10 أشهر

وقام الشعب العراقي خلال السنوات الماضية بالمشاركة في كل الاستحقاقات الانتخابية والدستورية بفعالية كبيرة، على أمل التغيير، لكن بعد إدراكهم أن كل ما يحصل في البلاد لا يخدم سوى مصالح أطراف إقليمية ودولية بدأوا بفقدان الثقة حتى بالانتخابات، ولعل هذا كان السبب وراء المشاركة الضئيلة في الانتخابات الماضية.

وبسبب التبعية والعمل لصالح أطراف خارجية، لم تتمكن الكتل والأحزاب السياسية العراقية من تشكيل حكومة جديدة واختيار رئيس للوزراء، وذلك لأكثر من عشرة أشهر من نهاية الانتخابات، وبذلك رأت أوساط سياسية عراقية أن الانتخابات الماضية كانت بلا فائدة، والعراق يعاني من فراغ دستوري قانوني، وهذا بدوره يأثر على ثقل ومكانة العراق في العالم العربي والعالم.

الأوضاع الراهنة في العراق يلائم أجندات الأطراف الخارجية.. ومخاوف من حروب أهلية تؤدي لتقسيم البلاد

الوضع الراهن الذي يعيشه العراق، يلائم إلى حد كبير مصالح وسياسيات وأجندات الأطراف الخارجية، حيث لا حكومة ولا استقرار سياسي وأمني ولا حرية ولا ديمقراطية، وهذا يقع لفائدة الأطراف الإقليمية التي لها أطماع في الأراضي العراقية، خاصة الاحتلال التركي، الذي يسعى لاستغلال هذه الأوضاع مع أتباعه في الداخل لتحقيق مصالحه، والحال كذلك للولايات المتحدة والناتو وإسرائيل ودول الخليج وإيران.

ومع هذه الأوضاع فإن العراقيون يخشون من تفاقم الأزمات في بلادهم وغياب الحرية والديمقراطية والأمن واستغلال الإرهاب لذلك، مع دفع الأطراف الخارجية للعراقيين للدخول في حرب أهلية، وبالتالي تقسيم البلاد وإضعافها.

في رسالة للأطراف الأخرى.. أنصار زعيم التيار الصدري اقتحموا البرلمان ضمن المنطقة الخضراء وسط بغداد

وكان أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اقتحموا البرلمان ضمن المنطقة الخضراء وسط بغداد، قبل يومين، وذلك بعد انسحاب الزعيم الشيعي وكتلته من البرلمان، وتوقع سياسيون عراقيون عدم مرور انسحاب الصدر من البرلمان مرور الكرام وفتح الباب أمام معارضة كبيرة لأي مساعي للأطراف الأخرى بتشكيل حكومة جديدة، في وقت تصر تلك الأطراف على تشكيل هذه الحكومة مع ترشيح اسم لرئاسة الحكومة.

وبالتالي يشهد العراق الآن جهوداً مختلفة، من جهة هناك من يريد تشكيل حكومة، ومن جهة أخرى هناك من يعمل لإفشال تشكيل الحكومة، هذه الجهود تزيد من مخاوف العراقيين بالدخول في حرب أهلية، التي ستؤثر على كامل البلاد، وتفتح الباب أمام الأطراف الطامعة؛ كالاحتلال التركي وحزب الديمقراطي الكردستاني، لتسريع تنفيذ خططهم العثمانية على حساب العراقيين.

القائد أوجلان أكد أن مشروع الأمة الديمقراطية والكونفدرالية الديمقراطية هي الحل الأنسب لأزمات الشرق الأوسط

ويرى مراقبون أنّ فكر القائد عبد الله اوجلان المتمثل بحل الأمة الديمقراطية والمطبق في شمال وشرق سوريا وشنكال والتي تتعايش من خلالها كل مكونات وشعوب المنطقة مع بعضها البعض هو الحل الأنسب للعراق للخروج من مشاكله وقطع الطريق أمام الجهات الطامعة بأرضه

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى