العم يوسف كلو..عميد الشهداء وصانع السلام بين المكونات

عُرف الجد والعم والشخصية الوطنية يوسف كلو، بناضله من أجل حقوق الشعب الكردي، كما عرف عنه السعي دوماً لتحقيق السلام والوئام بين جميع مكونات المنطقة.

يصادف اليوم السنوية الثانية لاستشهاد العم يوسف كلو مع حفيديه مظلوم ومحمد الذين استشهدوا في التاسع من تشرين الثاني عام ألفين وواحدٍ وعشرين، جراء استهدافهم من قبل مسيّرة لدولة الاحتلال التركي في حي الهلالية بمدينة قامشلو.

العم يوسف كلو، ولد عام ألف وتسعمائة وأربعين في قرية جعلي التابعة لمدينة نصيبين في شمال كردستان، وأصبحت عائلته كأي عائلة كردية ملاحقة من قبل الفاشية التركية، فتوجهت العائلة إلى روج آفا.

عمل العم يوسف إلى في الزراعة؛ لإعالة العائلة، وترك الدراسةَ باكراً ولكنه تتلمذ على يد شيوخ الدين في المنطقة.

تعرّف في ريعان شبابه على الحراك الشيوعي في المنطقة، وعلى المثقف والشاعر الكردي سيداي جكرخوين، الذي كان أيضاً من رواد الحراك الشيوعي، وشارك في نشاطات الحزب كالمسيرات والاجتماعات.

انتقل بعدها العم يوسف مع عائلته إلى مدينة قامشلو، وسكن حي الهلالية وتعرف خلال تلك الفترة على بعض الشخصيات الوطنية أمثال: محمود نيو، أحد مؤسسي الحزب الديمقراطي، وسيداي كلش، حيث انضم إلى صفوف الحزب الديمقراطي االكردستاني. وفي غضون سنة أصبح مسؤولاً عن اللجنة الفرعية للحزب في قامشلو.

العم يوسف كان من أوائل الشخصيات الثورية التي ارتبطت بحركة حرية كردستان بعد مجيء القائد عبد الله أوجلان إلى روج آفا عام ألف وتسعمائة وتسعة وسبعين، وعلى إثر هذا الارتباط أحيا العم يوسف وعائلته إلى جانب العديد من الشخصيات الوطنية أول نوروز في روج آفا عام ألف وتسعمائة وثلاثة وثمانين.

التقى العم يوسف كلو بالقائد عبد الله أوجلان في العديد من المرات، كان أولها عام ألف وتسعمائة وستة وثمانين في العاصمة دمشق، ومنذ ذلك اللقاء أصبح العم أحد أعضاء هذه الحركة وتعلق بها وناضل في سبيلها بكل ما يملك.

أفنى العم يوسف كلو حياته في خدمة القضية الكردية، ولم يبخل يوماً كـ ثوري في دعم ثورات الشعب الكردي، انطلاقاً من ثورة قاسملو، وقاضي محمد، وملا مصطفى البارزاني، وصولاً إلى ثورة حركة حرية كردستان بقيادة القائد عبد الله أوجلان.

ويعتبر العم يوسف كلو من أبرز المؤسسين لقاعدة وبنية حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تأسس في العشرين من أيلول عام ألفين وثلاثة.

وبسبب نشاط العم يوسف، تعرض للكثير من المضايقات من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة دمشق، كما تعرض للاعتقال في العديد من المرات.

ومع انطلاق ثورة روج آفا، كان العم يوسف كلو يتصدر المشهد في المظاهرات والاحتفالات، وفي البناء والتأسيس، فكان أول المؤسسين للجنة الصلح، وأدى دوراً مهماً في تقارب الكرد والعرب والسريان.

هذا الدور الكبير الذي لعبه العم يوسف كلو، جعلته هدفاً للفاشية التركية التي تستهدف القيادات في ثورة روج آفا وشمال وشرق سوريا، فاستشهد في مثل هذا اليوم قبل عامين باستهداف مسيرة للاحتلال التركي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى