الـ 29 من حزيران اليوم الذي اتخذ قرار صهر وتذويب الوجود الكردي

يمثل الـ29 من حزيران اليوم الذي اتخذ فيه قرار صهر وتذويب الوجود الكردي, حيث أُعدم قائد الثورة الكردية الشيخ سعيد بيران ورفاقه في آمد عام 1925, فيما تستمر الفاشية التركية بهذه السياسات بعد مئة عام.

مع وضع الحرب العالمية الأولى أوزارها، وبعد انهيار الإمبراطورية العثمانية عام 1918، أطلق كمال أتاتورك ما تعرف بحرب التحرير الوطنية، انضم إليها الكرد بعد وعود مزيفة من أتاتورك بمنحهم حكماً ذاتياً في شمال كردستان.

على الرغم من جهود الكرد في حرب الاستقلال، أنكرت تركيا التي نشأت حديثاً، أي حقوق ووجود للكرد، واعتبرتهم أتراكاً يسكنون الجبال، واتجهت لطمس هويتهم عن طريق إجبارهم على التخلي عن لغتهم الكردية والتحدث باللغة التركية بدلاً عنها. وغيّرت من هندسة مناطقهم واستبدلتها بأسماء تركيا، وأجبرت الكثيرين على تغيير أسمائهم وتبديلها بأسماء تركية.

ويعود جوهر الصراع الكردي ـ التركي الناشب منذ 100 عام، إلى عدم اعتراف الأخيرة بالحقوق والهوية الكردية. فقد منحت بنود اتفاقية سيفر 1920 الكرد حق تقرير المصير في مناطقهم، حتى جاءت اتفاقية لوزان 1923 وشطبت الكرد من الخريطة.

في 29 تشرين الأول 1923، أعلن عن قيام الجمهورية التركية، ونصب مصطفى كمال أتاتورك رئيساً لها، هذا الإعلان أثار غضب الكرد، ومع مواصلة سياسة التتريك البيضاء، بدأ الكرد ومعهم شعب المنطقة بفض الخلافات والنزاعات تمهيداً لثورة عارمة يستردون بها حقوقهم.

قرر قادة جمعية كردستان تنشيط حركتهم والاستعداد لتنظيم ثورة في كردستان، ولهذا الهدف اجتمع قادة الكرد في شمال وغرب وجنوب كردستان.

كشفت السلطات التركية التحركات السرية للكرد، واعتقلت قادة الجمعية وأعدمت مؤسسيها، وقررت الجمعية في اجتماع لها اختيار الشيخ سعيد بيران رئيساً للجمعية، وكان له صلات مع الجمعيات والمنظمات والعشائر الكردية.

حرر الثوار الكرد الذين قُدّر عددهم بـ عشرات الآلاف مناطق واسعة بين محافظات موش، وإلازغ، وبدليس وآمد، وفرض الثوار حصاراً خانقاً على مدينة آمد، لكنهم عجزوا عن دخول المدينة بسبب تحصين قوات الاحتلال لأنفسهم فيها.

وبعد اعتقال الشيخ سعيد و46 من قادة الثورة، انطلقت أواخر أيار محاكمتهم واستمرت مدة شهر كامل، وبعدها قررت المحكمة إعدام قادات الثورة شنقاً حتى الموت.

وأُعدم قائد الثورة شيخ سعيد ورفاقه في آمد في 29 حزيران 1925، وأمام حبل المشنقة قال الشيخ سعيد متباهياً: “إذا مُتّ فكل كردي سعيد، وسيخلصون كردستان ويخرجونها من أعينكم. لقد بلغت نهاية الحياة الطبيعية، لست نادماً على أنني الآن أضحي بحياتي في سبيل وطني ومن أجل شعبي ويكفينا أن أحفادنا سوف لن يخجلوا أمام الأعداء”.

محاكمة القائد أوجلان..مشهد مماثل لما حصل مع الشيخ سعيد بيران في شمال كردستان

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى