محاكمة القائد أوجلان..مشهد مماثل لما حصل مع الشيخ سعيد بيران في شمال كردستان

يؤكد القائد عبد الله أوجلان أن قرار إعدام الشيخ سعيد ورفاقه أدى بالجمهورية إلى الاستبداد وإلى إنكار الوجود الكردي وسياسة الصهر والتذويب القسري في العلاقات الكردية التركية، فقد سحقت تماماً علاقات الشعبين اللذين خاضا التحرر الوطني معا.

بعد قضاء دولة الاحتلال التركي على ثورة الشيخ سعيد، برزت عدّة ثورات وانتفاضات كانتفاضة ديرسم، إلا أن نمط القضية الكردية برز بشكل أكثر وضوحاً مع إطلاق حزب العمال الكردستاني الرصاصة الأولى في الخامس عشر من آب عام ألف وتسعمائة وأربعة وثمانين في صدر الغزاة.

وكانت بداية لواحدة من أكبر الثورات الكردية في كردستان، لتبدأ مواجهة عسكرية هي الأطول والأكثر استراتيجية منذ عقود وما تزال مستمرة حتى يومنا الراهن.

ذاع صيت ثورة حزب العمال الكردستاني في عموم كردستان، وتحولت إلى مصدر إلهام لعموم الديمقراطيين في كردستان والعالم، لذلك حاولت القوى الرأسمالية القضاء على الحركة عبر دعم تركيا بالعتاد والسلاح والعمل الاستخباراتي، وأبرمت مؤامرات بشكل مستمر من أجل القضاء على قائد الثورة عبد الله أوجلان.

وفي عملية استخباراتية إقليمية ودولية مشتركة، اعتقل القائد عبد الله أوجلان في الخامس عشر من شباط عام ألف وتسعمائة وتسعة وتسعين، في نفس اليوم الذي أطلق فيه الشيخ سعيد شرارة الثورة عام ألف وتسعمائة وخمسة وعشرين.

وبدأت محاكمة القائد عبد الله أوجلان في الحادي والثلاثين من أيار عام ألف وتسعمائة وتسعة وتسعين، وفي التاسع والعشرين من حزيران أصدرت المحكمة التركية حكماً تضمنت اتخاذ قرار حكم الإعدام بحق القائد عبد الله أوجلان، في مشهد مماثل لما حصل مع الشيخ سعيد بيران.

بهذه السياسة، أرادت دولة الاحتلال التركي تذكير الكرد بأحداث تاريخية وحال لسانها يقول: “لقد قضينا على ثورة الشيخ سعيد بإعدام قادته، ونستطيع القضاء على ثورة حزب العمال الكردستاني بقرار إعدام القائد عبد الله أوجلان”.

عقب القرار الذي صدر من السلطات التركية عمت مظاهرات عارمة في عموم أرجاء كردستان والعالم، أجبرت سلطات دولة الاحتلال على العدول عن قرارها بتخفيف حكم الإعدام إلى السجن المؤبد في تشرين الأول عام ألفين واثنين.

وقد تحولت إمرالي الرهيبة ذات الصيت السيئ والقريبة من تحطيم البنية الجسدية والنفسية للإنسان يستحيل العيش فيها، إلى منطقة عسكرية محظورة شديدة الحراسة، وأنشئ نظام جديد لاتباع سياسات خبيثة لكسر إرادة القائد عبد الله أوجلان الذي وصف الأوضاع فيها بمثابة وضع الإنسان حياً داخل تابوت.

يقول القائد عبد الله أوجلان في مرافعاته, أن “متطلبات العصر لم تعد تقبل بأن يرتضي الكرد لأنفسهم قرار الموت. إن قرار إعدام الشيخ سعيد ورفاقه أدى بالجمهورية إلى الاستبداد وإلى إنكار الوجود الكردي وسياسة الصهر والتذويب القسري في العلاقات الكردية التركية، فقد سحقت تماماً علاقات الشعبين اللذين خاضا التحرر الوطني معاً”.

الـ 29 من حزيران اليوم الذي اتخذ قرار صهر وتذويب الوجود الكردي

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى