الفاشية التركية تقلب الطاولة على “راشد الغنوشي” ومن خلفه “النهضة” الإخوانية

بعد لقائه برئيس البرلمان التونسي؛ يحمل موقف سفير الفاشية التركية في تونس مؤشراً واضحاً على تبدل الموقف التركي باتجاه الاعتراف بالبرلمان التونسي الجديد والتخلي عن الغنوشي وحزبه.

حمل اللقاء الذي جمع رئيس البرلمان التونسي إبراهيم بودربالة بسفير الفاشية التركية في تونس، إشارة واضحة إلى أن أنقرة قد قلبت صفحة رئيس البرلمان المنحل ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي المحسوب عليها.

ويرى المراقبون أن اللقاء وجه رسالتين متزامنتين إلى الغنوشي؛ الأولى من بودربالة ومفادها أن آخر حلفاء الغنوشي (الأتراك) قد تخلوا عنه، أما الرسالة الثانية فمن السفير التركي ومفادها أن الغنوشي لم يكن سوى ورقة سعت أنقرة لاستثمارها.

موقف السفير في تونس يتضمن مؤشرا واضحا على تبدل الموقف التركي باتجاه الاعتراف بالبرلمان التونسي الجديد والتخلي عن الغنوشي وحزبه، كما سبق أن قدمت أنقرة مصالحها على جماعات الإسلام السياسي الأخرى في التفاوض مع مصر أو في تمتين العلاقة مع إسرائيل.

وجاء لقاء بودربالة مع السفير المذكور في خضم تحركات إقليمية تهدف إلى دعم تونس ومساعدتها على الخروج من الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعيشها. ومن الواضح أن تركيا لم ترد أن تكون على هامش تلك التحركات.

ولا شك أن تغير الموقف التركي بالابتعاد عن الغنوشي والاقتراب من قيس سعيد سيزيد عزلة رئيس حركة النهضة الذي اعتقد أن الخطابات التي كان يوجهها إلى الخارج، بما في ذلك تركيا، ستقود إلى الضغط على قيس سعيد وتدفعه إلى التراجع، لكن ما حصل هو أن موقف الرئيس التونسي ازداد صلابة وحسما تجاه التدخلات الخارجية، وهو ما ضاعف شعبيته.

وما جرى مع الغنوشي من استدارة تركية ليس الأول، فقد سبق أن تخلى زعيم الفاشية التركية أردوغان عن حركة حماس الإخوانية حين راهن على تدعيم علاقته بإسرائيل.

ويعتقد المراقبون أن أردوغان لم يعد في حاجة إلى الشعارات التي تغازل الفلسطينيين، كما لم يعد في حاجة إلى بيانات حركة حماس التي تشيد بمواقفه، فذلك صار من الماضي وفي مرحلة حققت أغراضها بلفت أنظار الإسرائيليين.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى