اعتبر الكاتب شورش درويش أن كل تفسير لعدوان الاحتلال التركي على إقليم شمال وشرق سوريا ودرجة تطوّره مرتبط بالأزمات البنيوية التي تعصف بالحياة السياسية الداخلية التركية، مؤكدا أن المجتمع الدولي يتجاهل الأمر بسبب إقبال دولة الاحتلال على قبول انضمام السويد إلى حلف الناتو.
تستهدف دولة الاحتلال التركي بهجماتها المنشآت المدنية والبنى التحتية في إقليم شمال وشرق وسوريا، الأمر الذي أدى إلى تدميرها واستشهاد عشرة مدنيين وجرح العشرات.
وفي هذا السياق، أوضح الكاتب شورش درويش أنه في مطلع الحرب على بين إسرائيل وحماس حاول زعيم الفاشية التركية أردوغان جرّ الرأي العام إلى مفاضلة غير مفهومة بين جيش دولته والجيش الإسرائيلي، في إشارة كاذبة للأخلاق العالية لجيشه قياساً لما يقوم به الجيش الإسرائيلي في غزة.
وأشار إلى أن تلك المفاضلة قد انطلت على جماعته السياسية والإيديولوجية لكن وقائع الاستهدافات لإقليم شمال وشرق سوريا كشفت أن أيّ مفاضلة وحديث عن وحشية الآخر وأخلاق جيش الاحتلال التركيّ ما هو إلّا تعبير مضلِّل.
وأضاف أن قتل المدنيين وتدمير البنى التحتية وسبل عيش السكان فوق أنه يعتبر جريمة حرب موصوفة، فإنه بات أقرب لورقة عبّاد الشمس التي تنحّي كل كلام عن الأخلاق جانباً.
وأكد درويش أن ّ تغيّر طبيعة الاستهدافات الأخيرة صار يعني أن المنشآت المدنية باتت في مرمى الاحتلال التركي.
وحذر من احتمال تفاقم الأمور والبدء بحرب إبادة في مراحل لاحقة واستهداف المنازل ومباني المدنيين، في وقت لا تتلقى الفاشية التركية فيه أي تحذيرات دولية أو محاسبة، مشبها ما يقوم به الفاشي أردوغان من تدمير المدن بشكل بربري بما كان يقوم به جنكيز خان من هدم المدن في القرون الوسطى.
ولفت إلى أن شن الهجمات على جبال كردستان وكذلك على إقليم شمال وشرق سوريا يهدف إلى تجفيف الصعود القومي في تركيا نفسها، والمعبَّر عنها بنجاح الكرد.
ورأى شورش درويش أن الفاشية التركية تنظر إلى الإدارة الذاتية على أنها خط ثان بعد السماح بإقامة إقليم كردستان في الجنوب وفق منظور شوفيني، وتسعى إلى تحطيم التطلّعات والوجود الكرديين في سوريا، منوها إلى أن أمريكا لا تريد استثارة أنقرة لأنها مقبلة على قبول انضمام السويد إلى حلف الناتو وكذلك بسبب الحرب الأوكرانية لذلك تفسح المجال أمام الاحتلال التركي لمواصلة عدوانه على إقليم شمال وشرق سوريا.
واعتبر الكاتب شورش درويش أن كل تفسير لهجمات واستهدافات الاحتلال التركي لشمال وشرق سوريا ودرجة تطوّرها مرتبط بالأزمات البنيوية التي تعصف بالحياة السياسية الداخلية التركية.
جرائم الاحتلال التركي في شمال وشرق سوريا خلال الـ7 أيام الماضية
