المتنازعون يُسخِّنون جبهة إدلب عقب الحديث عن مصالحة بين دمشق وأنقرة

تشهد جبهات الصراع في إدلب تسخيناً لا تُخطؤه عين؛ غداة الحديث عن خطوات أوسع لتطبيع العلاقات بين الاحتلال التركي وحكومة دمشق؛ فيما يذهب باحثون إلى أن هذا التصعيد يشي برسائل متبادلة بين الأطراف المتصارعة.

شهدت مناطق ما تسمى “خفض التصعيد” وخصوصاً إدلب تسخين من قبل روسيا وقوات حكومة دمشق وذلك بالتزامن مع تراجع التصريحات المتفائلة بخصوص المصالحة بين دمشق والاحتلال التركي.

الباحث والمحلل السياسي من برلين، عبد المسيح الشامي، رأى أن الهجمات هي عبارة عن رسائل روسية إلى الاحتلال التركي، قائلاً: “هناك أكثر من اتفاق بين تركيا وروسيا حول نزع السلاح من أيدي المجموعات المسلحة وتصفية هذه المجموعات ولكن لم تلتزم تركيا”.

وأوضح أن الفاشية التركية تماطل وتريد الابتزاز لذلك تحاول روسيا الضغط عليها وإيصال رسالة إذا لم تلتزم سيكون هناك تصفية وبشكل كامل لهذه المجموعات وهذه هي الورقة الوحيدة والأهم التي تملكها أنقرة داخل سوريا.

باحثون: التصعيد يشي برسائل متبادلة بين المتصارعين

ويأتي هذا التصعيد بعد تصاعد الحديث عن خطوات أوسع لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، لكنهما حسمتا الجدل المتصاعد بشأن احتمال الإقدام على مثل هذه الخطوات، ونفتا وجود اتصالات على المستوى الدبلوماسي أو عقد لقاءات بين وزيري الخارجية قريباً لبحث تطبيع العلاقات.

الباحث عبد المسيح الشامي، تحدث عن ذلك، قائلاً: “لا أعتقد أن هناك أمور تغيرت,, وهذا الأمر بحاجة إلى وقت ويتم الترتيب إليه، لم ينتهي شي ولم تنقطع الاتصالات حتى الآن ولكن هي بحاجة إلى مزيد من الوقت”.

وتماطل دولة الاحتلال التركي في تنفيذ التفاهمات مع روسيا بشأن مناطق ما تسمى “خفض التصعيد”، حيث تسعى دائماً لتثبيت وجود المجموعات المرتزقة هناك عبر تغيير أسماءها كل فترة بدءاً من جبهة النصرة التي كانت فرعاً لتنظيم القاعدة في سوريا حيث أصبح اسمها “فتح الشام” ثم “تحرير الشام”.

بربطة عنق وغطاء تركي.. “الجولاني” يسعى للخروج من قائمة الإرهاب

وبأوامر من استخبارات الاحتلال التركي سعى الجولاني خلال الفترة الماضية للظهور باللباس المدني ما فسّره مراقبون بأنه يندرج في إطار مساعيه لتكريس نفسه كشخصية معتدلة، ترعى أنشطة مدنية، بعيداً عن تصنيفات الإرهاب الموسوم بها.

وتهدف الفاشية التركية من خلال ذلك إلى تكريس نفوذها عبر هذه الأدوات على الأراضي السورية وأن يكون لها دور في مستقبل سوريا، وعززت من ذلك عبر سياسة التغيير الديمغرافي الذي تنفذها في المناطق المحتلة.

وحول ذلك، يقول عبد المسيح الشامي: “تركيا تريد بشكل ملح تدجين آلاف المجموعات وإدخالها في العملية السياسية ومشاركتها للحكم مع حكومة دمشق وهذا ليس بجديد هي أدخلتها في الحوارات السياسية على سبيل المثال في آستانا وغيرها”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى