المحاصرون في الشهباء والشيخ مقصود والأشرفية مابين سندان الحصار ومطرقة هجمات الاحتلال

تستمر معاناة الأهالي القاطنين في مقاطعة الشهباء وحيّي الشيخ مقصود والأشرفية المحاصرة من قبل حكومة دمشق لعدم توافر الوقود والمواد الطبية بجانب توقف أربعين بالمئة من المنشآت الصناعية عن العمل وانتشار البطالة, ما أدى إلى صعوبة تأمين لقمة العيش واللجوء إلى حرق مواد قابلة للاشتعال للحصول على الدفء.

تحولت الحياة في الشهباء والشيخ مقصود والأشرفية نتيجة الحصار الذي تفرضه حكومة دمشق عليها مع انعدام الوقود والاحتياجات الأساسية، وخاصةً في ظل فصل الشتاء إلى ما يشبه الجحيم، الأمر الذي دفع الأهالي إلى الوقوع بين نارين، إما إشعال مدافئ تعمل على إحراق قصاصات الأقمشة أو المواد البلاستيكية التي سرعان ما تنشر الدخان الذي يستنشقونه هم وأطفالهم كالسم، أو عدم إشعالها ومواجهة البرد القارس الذي تنجم عنه أمراض في ظل انعدام الأدوية والرعاية الصحية.

الحصار الخانق والمستمر منذ أكثر من ست سنوات على مقاطعة الشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية، والذي يحول دون وصول أدنى مقومات الحياة إلى السكان والمهجرين على حد سواء، خلق الكثير من الأزمات المتتابعة وزاد من معاناة قاطني تلك المناطق، من أطفال ونساء وكبار بالسن وحتى المرضى، إذ يمنع الحصار وصول الوقود اللازم للتدفئة وتشغيل المولدات والمواصلات، بجانب عدم السماح بإدخال الأدوية والمواد الطبية في ظل الشتاء البارد والمليء بالأمراض.

ومثل غالبية أهالي حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، تلجأ المهجرة روزين بكر إلى تدفئة أطفالها الثمانية عبر إحراق ما توفر لديها من قصاصات أو مخلفات المنشآت الصناعية التي تجمعها تحت وطأة البرد وزخم الصعوبات التي تواجهها نتيجة الحصار المتسبب بعجزها عن تأمين الدفء لأطفالها بوسيلة أخرى.

وحسب خبراء البيئة فإن حرق البلاستيك والخشب المعالج ينتج غازات ثقيلة ومواد كيميائية سامة والتي يمكن أن تؤثر على الأشخاص المعرضين للتلوث الهوائي وخاصةً الأطفال والمرضى.

وفي إطار نتائج الحصار من توقف المنشآت الصناعية بنسبة أربعين بالمئة وانتشار البطالة، أكدت روزين أن ما يؤرقها أكثر من توفير وسائل التدفئة هو توقف عمل زوجها بسبب انخفاض ساعات عمل المولدات الصباحية المزودة للحيين بالكهرباء، وتقول إن تأمين لقمة العيش بالنسبة لها بات صعباً في ظل الأوضاع المأساوية التي تمرّ على المناطق المحاصرة.

وبجانب الحصار الذي تفرضه حكومة دمشق في مخالفة منها للأنظمة والحقوق والقوانين الإنسانية، تواصل دولة الاحتلال التركي هجماتها على مقاطعة الشهباء المحاصرة دون تمييز بين مدنيين وأطفال، متسببة بحالة عدم الأمان فضلاً عن حالة الشلل التي تعيشها.

وفي خضم تلك الآلام والويلات التي تعاني منها تلك المناطق، لازال الصمت هو سيد الموقف لدى المعنيين والجهات الحقوقية والدولية دون التدخل في حل تلك الأزمات التي تهدد حياة السكان.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى