المحكمة العليا تنظر بدعوى الصدر لحل البرلمان .. والكاظمي يهدد بالاستقالة

تبدأ المحكمة الاتحادية العليا في العراق النظر بدعوة التيار الصدري بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، يأتي ذلك بعد أن شهدت البلاد موجة عنف غير مسبوقة بعد قرار مقتدى الصدر اعتزال العمل السياسي، بينما هدد رئيس الوزراء العراقي بالاستقالة وترك منصبه في حال استمرار الخلافات بين الفرقاء السياسيين.

يعيش العراق أزمة سياسية خانقة، مع استمرار فشل الأحزاب والكتل السياسية بتشكيل حكومة واختيار رئيس للوزراء، وفاقمت هذه الأزمة إعلان زعيم التيار الصدري انسحابه من البرلمان ومن ثم اعتزاله العمل السياسي، ما أدى لموجة غضب كبيرة بين أنصاره الذين نزلوا للساحات واقتحموا المباني الحكومية ومنها القصر الرئاسي وعاشت البلاد خلال يومين موجة عنف غير مسبوقة قتل وجرح فيها العشرات، وأثارت مخاوف من انزلاق الأمور نحو حرب أهلية.

الخلافات الداخلية والتدخلات الخارجية فتحت الباب أمام موجة العنف التي شهدها العراق خلال الأيام الماضية

وجاءت موجة العنف هذه والخلافات بين الأطراف السياسية على تشكيل حكومة وانتخاب رئيس للبلاد، بسبب الصراع المحتدم على السلطة، إضافة للتدخلات الخارجية ودعم كل طرف خارجي لآخر داخلي لتنفيذ مخططات وأجندات لا تمت لمصلحة العراقيين بصلة، مما حول العراق لمركز صراع في منطقة الشرق الأوسط بين القوى الإقليمية والدولية.

وشهدت المنطقة الخضراء شديدة التحصين وسط العاصمة بغداد، اشتباكات عنيفة بين “سرايا السلام” الجناح العسكري للتيار الصدري، مع قوات أمنية، وقالت وكالات إعلامية بأن ما يقارب 45 شخصاً قتلوا واصيب 700 آخرون، خلال هذه المواجهات.

تساؤلات حول تأخر دعوى الصدر لأنصاره بالانسحاب من الشارع ووقف القتال

ومع توجه الأمور نحو التصعيد، خرج زعيم التيار الصدري وطالب أنصاره بالانسحاب من الشارع، منتقداً أعمال العنف التي قاموا بها، محاولاً تبرئة نفسه من هذه التطورات .. كما أكد أصراره على قرار اعتزال العمل السياسي، وسط تساؤلات حول انتظار الصدر حتى تفاقم الأمور ووصولها لاشتباكات مع الأمن.

بدوره هدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بالاستقالة، في حال استمرار الخلافات والانقسام بين الكتل والأحزاب السياسية، وأعرب عن استيائه من التدهور الأمني الذي شهده العراق ووصفه بالواقع المخزي، وأشار إلى أن الحالة التي يمر بها العراق مؤسفة بسبب التناحر السياسي والخروقات الأمنية من قبل قيادات عسكرية، كما رحب بدعوى الصدر لأنصاره بالانسحاب من الشارع وعودة الهدوء.

المحكمة الاتحادية العليا تبدأ بالنظر بدعوى التيار الصدري لحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة

وفي إطار احتمال حل البرلمان وإعادة الانتخابات، أفادت وسائل إعلام عراقية أن المحكمة الاتحادية العليا، تبدأ اليوم الأربعاء، بالنظر بدعاوى حل البرلمان المقدمة من قبل التيار الصدري، وأشارت المصادر إلى أن النظر بالدعوى تأجل بسبب الأوضاع الأمنية ببغداد، ولفتت إلى أن الدعوة المقامة من التيار الصدري سيتم اخذها بجلسة خاصة خلال الأسبوع القادم.

وكان التيار الصدري دعا في وقت سابق، مجلس القضاء الأعلى، لحل البرلمان خلال مدة لا تتجاوز العشرين من هذا الشهر، وتكليف رئيس الجمهورية بتحديد موعد لإجراء انتخابات مبكرة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى