امتعاض من تهاون واشنطن مع الأتراك وعدم الإشارة إلى قسد في بيان التحالف الدولي

كشفت وسائل اعلامية عن تفاصيل الخلافات بين الدول المشاركة في اجتماع التحالف الدولي ضد داعش اليوم, حيث تركزت على رفض عدة دول البيان الختامي الذي صاغته واشنطن والذي لم يشر بشكل مباشر إلى دور قوات سوريا الديمقراطية في محاربة داعش, كما أبدت تخوفها من تساهل واشنطن مع الأتراك.

وقالت الوسائل الاعلامية أنها اطلعت على تفاصيل هذه الاختلافات في الساعات الأخيرة قبل وصول المشاركين إلى العاصمة الأميركية، وفي مقدّمة الخلافات الدور التركي في منطقة شمال وشرق سوريا.

فالمشاركون حسب تقارير ينظرون بريبة كبيرة إلى ما يريده أردوغان، كما يرون أن الأميركيين تساهلوا مع الأتراك كثيراً لدرجة تسمح للرئيس التركي بـ”ابتزاز الأوروبيين”، أو أقلّه ممارسة ضغوطات عليهم، في وقت لا يريد الأوروبيون أن يروا أنفسهم في مواجهة مع واشنطن وأنقرة في آن واحد.

كان لافتاً بيان وزارة الخارجية الفرنسية التي أعلنت أن هذا الاجتماع جاء بناء على طلب باريس “بعد التطورات التي شهدها شمال وشرق سوريا في الأسابيع الأخيرة”، وأضاف البيان أن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان سيؤكد أن “أي تصرّف أحادي يهدّد الإنجازات وهدف القضاء النهائي على داعش يجب تحاشيه”.
يبدو في هذا إشارة واضحة إلى الهجمات التركية في منطقة شمال وشرق سوريا، فيما أكد البيان الفرنسي في مكان آخر أن على دول التحالف المحافظة على حضورها العسكري والمدني لضمان القضاء النهائي على “داعش”.
واكد وسائل الاعلام ان ما يثير قلق أعضاء التحالف أيضاً أن الإدارة الأميركية تبدي ليونة فائقة تجاه المطالب التركية في شمال وشرق سوريا، ولا يرون التزاماً مماثلاً تجاه الكرد وقوات سوريا الديموقراطية.
وبحسب مسوّدة البيان، الذي وزّعه الأميركيون على أعضاء التحالف قبل انعقاد الاجتماع، فإنه ليست هناك إشارة إلى “الكرد” أو “قوات سوريا الديموقراطية”، بل اكتفت المسودة بالإشارة إلى “الحلفاء” على الأرض.
ويعتبر أعضاء التحالف أن غياب أي إشارة واضحة إلى “الكرد” أو “قوات سوريا الديمقراطية” هو عدم التزام أميركي بـ”منطقة”، وهذا يترك الباب مفتوحاً أمام تحرّك تركي خارج منطقة الشريط الحدودي، ويعرّض المنطقة برمّتها لسيناريو مشابه لما حصل الشهر الماضي، عندما طلب ترمب سحب كل القوات من سوريا، وأيضاً يفتح هذا السيناريو الطريق أمام عودة الكرد إلى أحضان النظام السوري، وتعريض هذه المنطقة مرة أخرى للنفوذ الروسي والإيراني.
بالإضافة إلى كل هذا، دارت نقاشات حامية بين أعضاء التحالف من جهة والأميركيين من جهة أخرى حول “مهمة التحالف” في السنوات المقبلة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى