بعد اتصال من بلينكن..تركيا تحظر مضيقي البوسفور والدردنيل على جميع القطع العسكرية

بعد خمسة أيام من بدء العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية؛ قرر النظام التركي إغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل في وجه كافة السفن الحربية الداخلة إلى البحر الأسود بما فيها الروسية؛ الأمر الذي يعكس تذبذباً في موقف أنقرى الحقيقي من هذه الأزمة؛ وسط سعيها المحموم للعب على التناقضات بين جميع الأطراف.

أعلن وزير خارجية النظام التركي، مولود تشاوش أوغلو، مساء أمس، أن بلاده ستمنع السفن الحربية لـ”الدول المشاطئة وغير المشاطئة للبحر الأسود” من عبور مضيقي البوسفور والدردنيل، وذلك بعد اتصال مع وزير الخارجية الأميركي؛ أنتوني بلينكن.

وقال تشاوش أوغلو: “لقد أخطرنا جميع الدول المشاطئة، وغير المشاطئة للبحر الأسود بألا ترسل سفنها الحربية لتمر عبر مضائقنا”.

وأضاف: “التزمنا بما تنص عليه اتفاقية مونترو” التي تمنح تركيا حق التحكّم بعبور هذين المضيقين، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول التابعة للنظام التركي.

وكان وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، تحدث سابقاً الاثنين، مع أوغلو.

وقد لوحظ , منذ بداية العملية العسكرية الروسية, صمت تركيا إزاء التطورات المتسارعة؛ لاسيما بعد طلب الرئيس الأوكراني منها إغلاق المضائق في وجه السفن الحربية الروسية الداخلة إلى البحر الأسود المحاذي لأوكرانيا من الجنوب.

ويفسر هذ الموقف سعي النظام التركي للعب على التناقضات بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية كما فعل في سوريا وليبيا وغيرها من الدول، وحاول أن يتمسك بعلاقته مع واشنطن وحلف الناتو دون أن يزعج روسيا.

وبعد التكاتف الغربي في وجه العملية الروسية في أوكرانيا؛ أدرك نظام أردوغان أنه يتجه إلى عزلة من قبل هذه الدول؛ فسارع إلى إعلان إغلاق المضائق إرضاءً لحلف شمال الأطلسي “الناتو”.

واللافت أن أردوغان تعمَّد التأخر في اتخاذ هذا القرار؛ الأمر الذي سمح لروسيا بإدخال العتاد العسكري إلى البحر الأسود؛ ما يعكس محاولته إرضاء جميع الأطراف.

ولم يتبين بعد تأثير هذه الخطوة على علاقات النظام التركي مع روسيا إضافة إلى تأثيره على العديد من الملفات ومواطن الأزمات التي تتدخل فيها تركيا وتشتبك فيها علاقتها بموسكو؛ ولاسيما في كلٍّ من سوريا وليبيا وأرمينيا وأذربيجان.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى