بعد 5 أسابيع من الحرب النظام التركي يستضيف مفاوضات بين موسكو وكييف .. ما غايته؟

يبدو أن الروس والأوكرانيين أدركوا أن آثار الحرب طويلة الأمد ستؤثر على مستقبل البلدين ويتوجهون للتوصل لاتفاق شامل خلال المفاوضات التي تعقد في تركيا ويجري الحديث عن تقليص العمليات العسكرية الروسية مقابل تقديم أوكرانيا تنازلات فيما يخص دونباس وشبه جزيرة القرم حيادية أوكرانيا وخلوها من الأسلحة النووية، وتطلب أوكرانيا آلية دولية شبيهة بالفصل الخامس من ميثاق حلف الناتو تشارك فيها عدة دول مثل إسرائيل وبولندا وكندا وتركيا ودول أخرى.

بعد نحو خمسة أسابيع من الهجوم الروسي على أوكرانيا وفشل جلسات المفاوضات التي عقدت بين الطرفين في بيلاروس، وبعد التطورات الميدانية وظهور نتائج العقوبات الغربية التي أنهكت الاقتصاد الروسي وساهمت في تقليص كثافة العمليات العسكرية، ظهر النظام التركي مجدداً للاصطياد في الماء العكر وعرض إقامة مفاوضات بين موسكو وكييف في إسطنبول.

وبالفعل بدأت أولى جلسات التفاوض بين الجانبين في تركيا ووصفت تقارير الاتفاقات المبدئية بين الطرفين بأنها اختراق في مسار التفاوض، لكن الغرب يشكك في النوايا الروسية ومراقبون يتخوفون من نوايا النظام التركي من استضافة هذه المفاوضات.

تركيا تحاول لعب دور في المفاوضات الروسية الأوكرانية للحصول على مكاسب من الطرفين

يبدو أن تركيا وكعادتها في استغلال الأزمات في العالم ترغب في الحصول على مكاسب من وراء الحرب الروسية الأوكرانية، لذلك لجأت إلى استضافة المفاوضات على أراضيها لتظهر للعالم أنها دولة إقليمية ذات ثقل، وربما تحاول الحصول على مكتسبات من الروس حيث يربط الطرفين مصالح معقدة ومهمة في عدة مناطق حول العالم مثل سوريا وليبيا بالإضافة للصفقات الاقتصادية ومع الأوكرانيين كذلك قد ترغب تركيا فرض بعض الشروط على كييف في الجوانب الاقتصادية أو بيع السلاح.

ويرى مراقبون أن تركيا قد تطلب من الجانب الروسي تنازلات في الملف السوري مثل الحصول على ضوء أخضر لتنفيذ عدوان جديد ضد سوريا مقابل الضغط على أوكرانيا لتقديم تنازلات في ملفات دونباس وشبه جزيرة القرم، والابتعاد عن حلف الناتو.

أوكرانيا تقدم تنازلات لروسيا والأخيرة تقلص عملياتها في محيط كييف

بكل الأحوال بدأت أولى جلسات التفاوض بين موسكو وكييف في إسطنبول وتفيد التقارير بأن روسيا عازمة على تقليص نشاطها العسكري في محيط العاصمة الأوكرانية كييف.

حيث قال نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين المحادثات حول إعداد اتفاق بشأن وضع أوكرانيا المحايد وخلوها من الأسلحة النووية انتقلت إلى مرحلة عملية وأن الجانب الروسي اتخذ قرار بتقليص النشاط العسكري في منطقتي كييف وشرنيهيف .. كذلك ستقدم أوكرانيا تنازلات بشأن عضوية حلف “الناتو” والسيادة على دونباس والقرم .. فيما أكد رئيس وفد التفاوض الروسي فلاديمير منديسكي أن المقترحات الأوكرانية ستُنقل للرئيس فلاديمير بوتن.

واشنطن لا تثق بالروس وتنتظر خطوات عملية من جانب موسكو

الرئيس الأمريكي جو بايدن يتعامل بريبة مع هذا التفاؤل الحاصل في المفاوضات، وقال أنه سيحكم على الأمور بناء على الأفعال، في إشارة واضحة إلى عدم ثقته بما يقوله الروسي .. فيما أبدى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، شكوكه في نوايا روسيا.

من جهته، وصف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، المباحثات مع الروس بالإيجابية، مؤكدا الحاجة إلى نتائج ملموسة.

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى