بيريتان..ملحمة بطولية عنوانها الدفاع عن نهج المرأة الحرة

يصادف اليوم الذكرى الـ 31 لاستشهاد المناضلة بيريتان التي ناضلت ضد الذهنية الرجعية والمتسلطة, وبمقاومتها وعمليتها الفدائية تركت ميراثاً نفيساً يشهد عليه التاريخ, وأصبحت مثالاً لنهج المرأة الحرة.

دوّنت القيادية بيريتان بعمليتها الفدائية اسمها خالداً في صفحات تاريخ الشعب الكردي المشرق، ورسخت باستشهادها مفهوم المرأة الحرة، المرأة القوية الجريئة التي أبت الاستسلام والخنوع لأعدائها.

ولدت بيريتان هيفي (كلناز قره تاش)، عام ألف وتسعمائة وواحد وسبعين في مدينة ديرسم المعروفة بمقاومتها، والخالدة في الذاكرة الكردية.

درست الابتدائية والإعدادية في مدينة آل عزيز، وأكملت دراستها الجامعية في إسطنبول، وهناك تعرفت على الأفكار الثورية وبدأت أولى رحلاتها بحثاً عن الحقيقة والحرية.

ذهبت لتحلّق عالياً نحو سفوح جبال كردستان عام ألف وتسعمائة وواحد وتسعين، بعد تعرفها على حركة حرية كردستان، وامتازت بقدراتها وكفاءاتها العالية في القيادة والإرادة، واستطاعت بعد وقت قصير من انضمامها أن تحطم قيود وسلاسل العبودية والعقلية الذكورية المسيطرة على المجتمع.

برز دورها البطولي في توعية المرأة على أساس الفكر الحر الخالي من الشوائب والعبودية، لم تكن تهاب ما يعترض مسارها، تزرع روح الإرادة والمحبة أينما وُجدت، وعرفت بأنها تزيح الخوف من قلوب رفيقات ورفاق دربها.

ونتيجة الاتفاقيات التي تمت عام ألف وتسعمائة واثنين وتسعينن بين الفاشية التركية وإيران والحزب الديمقراطي الكردستاني, والتي كانت تهدف للقضاء على حركة التحرر الكردستانية, حملت كتيبة الشهيدة بيريتان مهاماً صعبة بوجه الأعداء والخونة.

واشتدت المعارك بين قوات الكريلا والخونة في تشرين الأول, وحُوصرت كتيبة الشهيدة بريتان من قبل مسلحي الحزب الديمقراطي الكردستاني في الخامس والعشرين من الشهر نفسه.

قاتلت بيريتان حتى الرصاصة الأخيرة، وبعد نفاد ذخيرتها حطمت سلاحها، طلب مسلحو الحزب الديمقراطي الكردستاني منها الاستسلام.

خاب الغزاة وقبحت وجوه الخونة من الكرد، عندما ألقت نفسها بجسارة وكبرياء من فوق قمم خاكورك العالية، وهي تصرخ “لا للخيانة”، فالمناضلة بيريتان اختارت أن تشرع بجناحيها وتحلق نحو الحياة الحرة، ورفضت أن يحكم عليها بالموت.

صدى صراخها الذي انتشر في كردستان كان يدعو الكرد إلى تحقيق الوحدة الوطنية، هذه الصرخة برهنت مدى جدارة القوة التي تتحلى بها المرأة الكردية، وأثبتت أن الإرادة كفيلة بتحقيق النصر.

بعد استشهادها، أمست بيريتان روحاً وفكراً، وملحمة خالدة، ومثالاً يقتدي به جيش من المقاتلات.

بريتان بعمليتها أرسلت رسالة لنساء العالم أجمع بأن الإرادة وحدها ستتحقق النصر, ليصبح نهجها بعد ذلك نهج المرأة الحرة التي لم تقبل الذل والخنوع والاستسلام.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى