بينهم عراقيون..تركيا ترحل 40 شخصا إلى سري كانيه المحتلة

بينهم عراقيون رحلّت السلطات التركية يوم امس أربعين سوريا, من أراضيها نحو منطقة سري كانيه المحتلة، بعد توقيفهم لمدة أسبوعين في مدينة أورفا.

هذه وتمتّ عملية الترحيل عصر الأحد شملت خمسة وثلاثين سورياً وخمسة عراقيين, بعد أخذ كامل بياناتهم وبصمة العين واليد لمنع عودتهم إلى الأراضي التركية بشكل نهائي دون إبلاغ ذويهم بعملية الترحيل.

وأشارت المصادر إلى أنّ مرتزقة ما تسمى “الشرطة العسكرية” في سري كانيه استقبلت المرحلين بالاعتقال والتوقيف على ذمة التحقيق بحجة إجراء دراسات أمنية لازمة.

ترحيل اللاجئين السوريين من تركيا يستند إلى أبعاد سياسية لا تراعي الجوانب الإنسانية

اللجوء والنزوح والهجرة نتائج واقعية لكل صراعٍ عسكريٍّ، تفرضها ظروف أمنية واقتصادية وحتى سياسية، وهذا ما دفع مئات الآلاف من السوريين إلى هجر وترك وطنهم بحثاً عن الأمان ولقمة العيش في أصقاع الأرض.

بيد أن أمد الحرب في سوريا قد طالَ، حتى أجهزَ على أي مقوّمٍ من مقوّمات الحياة الإنسانية من بنى تحتية ومساكن واقتصاد، لذلكَ تأتي إعادة اللاجئ السوري في تركيا وترحيله تعسفياً بالاستناد إلى أبعاد سياسية لا تراعي الجوانب الإنسانية الناظمة والمحددة لمفهوم اللجوء.

اللاجئ السوريُّ في تركيا وجد نفسه في طرفة عينٍ وراء الحدود بلا منزل ولا عملٍ فاقداً سنواتٍ طويلة من العمل والتعلم, وهو, اليوم, يعيش كابوس حياته بهذه القرارات المجحفة التي تستند إلى قرارات سياسية لا تراعي الجوانب الإنسانية لحياة اللاجئ.

اللاجئون المرحلون تتم إعادتهم إلى الشمال السوري المحتل سعيا لإعادة رسم المجتمعات

كما أنّ هذه الأرض التي أعيد إليها ليست أرضه؛ بل هي أرض لآخرين تم تهجيرهم قسرا, ليجري العمل على تغيير ديمغرافية أرضهم وإعادة رسم المجتمعات, والحديث هنا يدور حول الشمال السوري المحتل.

الأمر برمته يتعلق بالتوقيت والطريقة في إعادة اللاجئين؛ ففي التوقيت نجد أن الوضع في سوريا ما زال بلا حلول واضحة أو دائمة على المستويين السياسي والعسكري، وما زال في حالة انهيار متسارعٍ على المستوى الاقتصادي.

ولا ينكر عاقل أنّ البلاد لازالت تعيش حالةً من البؤس والشقاء على صعيد البنى التحتية والخدمات من عمل وتعليم وصحة وحتى من توفر مياه الشرب ورغيف الخبز، علاوةً على أنّ هؤلاء المرحّلين في معظمهم لا يعودون إلى منطقتهم الأم.

طريقة الترحيل التي تتبعها تركيا تخالف الأعراف والقوانين الإنسانية والدولية

أما بالحديث عن طريقة الترحيل؛ فهو يتمّ فجأةً ومن دون سابقِ إنذارٍ، وهذا يخالف الأعراف الإنسانية للجوء وترحيل الإنسان عن بلدٍ من البلدان، فقد روى الكثير من المُرحّلين السوريين معاناتهم بأنّ ترحيلهم تم فجأةً بعد أيامٍ من الحجز.

بالمجمل؛ فإنّ هذه الحركة التي تقوم بها تركيا, محمولةً بدوافع سياسية مبنية على استهلاك ورقتهم من قبل أردوغان وأزلامه, أو ذرائع اقتصادية يفرضها خلل في إدارة الموارد البشرية يتحمل النظام ذاته أخطاءها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى