جنوب كردستان .. 26 عاماً على أحداث 31 آب والخيانة مستمرة

في مثل هذا اليوم من عام ألف وتسعمائة وستة وتسعين، صعد مسلحو الحزب الديمقراطي الكردستاني، على ظهر دبابات نظام صدام حسين البعثي الذي ارتكب جرائم إبادة بحق الكرد، واقتحموا برلمان جنوب كردستان، وارتكبوا مجازر بحق الأهالي.

تاريخ الحزب الديمقراطي الكردستاني مليء بالخيانة، وخيانته اليوم للشعب الكردي وتواطؤه مع الاحتلال التركي في شن الهجمات على جنوب كردستان وفتح الطريق أمام احتلاله، ليست الخيانة الأولى لهذا الحزب. ففي مثل هذا اليوم قبل ستة وعشرين عاماً، ارتكب هذا الحزب أيضاً خيانة عبر استقواءه بنظام صدام حسين على بني جلدته، فيما بات يُعرف بأحداث 31 آب.

كيف حدثت خيانة الحادي والثلاثين من آب عام 1996؟

بعد فرض منطقة حظر طيران فوق جنوب كردستان أواخر شباط عام ألف وتسعمائة وواحد وتسعين، تنفس الكرد الصعداء بعد مجازرة عديدة ارتكبها النظام العراقي بحقه.

لكن الفرحة لم تدم طويلاً إذ بدأ الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، صراعاً على السلطة، تحول إلى حرب بينهما في أيار عام ألف وتسعمائة وأربعة وتسعين، سيطر خلاله الاتحاد الوطني على هولير مطلع عام ألف وتسعمائة وخمسة وتسعين، وبالوصول إلى آب عام ألف وتسعمائة وستة وتسعين كان الحزب الديمقراطي الكردستاني يسيطر على أقل من ثلث الأراضي.

في هذه الأثناء كان رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني قد أرسل رسالة إلى رئيس النظام البعثي صدام حسين بدأها بكلمة: “سيدي الرئيس”، طالباً منه الدعم ضد الاتحاد الوطني، وبعد أيام قليلة التقى الطرفان معاً واتفقا على مهاجمة جنوب كردستان، وفي صباح يوم 31 آب تحرك 30 ألف جندي بعثي مدعوماً بـ 150 دبابة باتجاه هولير.

حيث وصلت دبابات البعث إلى أمام مبنى برلمان جنوب كردستان وعلى متنها مسلحو الحزب الديمقراطي.

وخلال الحرب التي امتدت على مدار ثلاثة أعوام، قتل 5000 مدني ومقاتل من الطرفين، في حين تشير بعض المصادر أن العدد تجاوز 12 ألف.

الحزب الديمقراطي الكردستاني … تاريخ مليء بالخيانة

في العقد الأخير، كرر الحزب الديمقراطي، خيانته للشعب الكردي أكثر من مرة، ففي 3 آب عام 2014 خان الإيزيديين وتركهم أمام جرائم الابادة التي ارتكبها داعش، وفي آذار 2017 شن بنفسه الهجمات عليهم، وفي 9 تشرين الأول عام 2020 كرر الخيانة عندما اتفق مع حكومة الكاظمي والاحتلال التركي لضرب إرادة شنكال.

وفي 16 تشرين الأول عام 2017 كان الكرد على موعد خيانة جديدة لهذا الحزب، عندما تخلى عن كركوك وقدم نحو 50 % من أراضي جنوب كردستان للحشد الشعبي والقوات العراقية.

أما خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني وعمالته للاحتلال التركي، فهي معروفة، إذ حول هذا الحزب جنوب كردستان إلى مستعمرة للاحتلال التركي، وينطلق منها لشن الهجمات على قوات الكريلا، ولا تزال خيانة هذا الحزب بحق الشعب الكردي ونضاله مستمرة إلى يومنا هذا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى