حصار حكومة دمشق لحيي الشيخ مقصود والأشرفية يدفع الأهالي للاختيار بين الغذاء أو الدواء

يعاني أهالي حيي الشيخ مقصود والأشرفية من انعدام جميع مقومات الحياة من مواد غذائية وصحية وحتى المحروقات جراء الحصار اللاإنساني الذي تفرضه حكومة دمشق، حيث قد يمتنعون عن الطعام لأيام كاملة في سبيل توفير ثمن الدواء لمرضاهم.

مازال الحصار الخانق الذي تفرضه حكومة دمشق على حيي الشيخ مقصود والأشرفية تزامناً مع حصار الشهباء مستمراً، وسط إنهاكه للأهالي في تلك المناطق بجانب المهجرين إليها من عفرين، رغم محاولتهم المقاومة والصراع مع الحياة الخالية من أدنى مقومات العيش.

أسرة أمينة حسين المهجرة من عفرين، تعيش ويلات الحصار من فقدان الوقود والمواد الغدائية ناهيك عن انعدام الأدوية التي تمنعها حكومة دمشق من الوصول إلى الأهالي.

أمينة البالغة من العمر ستة وخمسين عاماً واحدة من آلاف النساء اللواتي يعشن الظروف ذاتها، تكافح كل يوم من أجل تأمين الدواء لها ولأفراد أسرتها الذين يعانون جميعهم من أمراض القلب والربو.

وتقول إنها بقيت طريحة الفراش لمدة تقارب الشهرين واعتمدت على الزهورات لتخفيف أعراض الربو الذي تعاني منه، والذي تشتد أعراضه في فصل الشتاء، حيث ينبغي تلقي العلاج وعدم التعرض للبرد، إلا أنها وعلى عكس ذلك، قد اضطرت للاعتماد على حرق قصاصات القماش التي تجلبها ابنتاها من ورشة الخياطة التي تعملان فيها، مما يتسبب بانبعاثات تزيد وضعها سوءاً، وهي لا تتلقى أي علاج لانعدام الدواء في المنطقة.

أما زوجها الذي يجد صعوبات في الحركة وآلاماً في الصدر والطرفين العلويين إلى جانب ألم في الظهر ورعاف متقطع، فلم يعد بإمكانه الحصول على الدواء المرتفع السعر منذ أواخر عام ألفين وثلاثة وعشرين.

ومع اشتداد حصار حكومة دمشق وإغلاق الكثير من الورشات وتقليص عدد العمال، انخفض راتب الابنتين اللتين كانتا تعملان لتأمين جزء من سعر الدواء، ما دفع الأسرة إلى التخلي عن شراء بعض حاجيات المنزل لتغطية نفقات علاج الوالد.

تقول أمينة “كنّا نؤمّن بعض الأدوية مقابل حرمان أنفسنا من الطعام، كأن نبقى يوماً كاملاً دون أكل، لأنه كان يصعب علينا تأمين الدواء والحاجيات معاً”.

كما اضطرت عائلتها لبيع مخصصاتها من مادة التدفئة من أجل متابعة علاج الزوج، حيث أخبرها الأطباء أنه أصيب بأمراض في القلب نتيجة الضغوطات النفسية، مردّه ما عاناه أثناء تهجيره من عفرين المحتلة بجانب ما يعيشونه في ظل الحصار.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى