خانصور منبع وانطلاقة نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال

على مر التاريخ قدم المجتمع الإيزيدي والذي يُعد من شعوب المنطقة القديمة بثقافته ومعتقداته ثمناً باهظاً للحفاظ على هذه الثقافة لآلاف السنين، ويرى القائد عبد الله أوجلان أن الإبادات والهجمات الشديدة على شنكال والإيزيديين بدأت منذ عهد السومريين، أي منذ تأسيس نظام الدولة، ومنذ تلك اللحظة والمجتمع الإيزيدي يقاوم كل القوى المتسلطة حتى يومنا هذا.

أسس المجتمع الإيزيدي بعد إبادة 2014 خطواته الأولى المتمثلة بالإدارة الذاتية الديمقراطية في خانصور؛ والتي كانت منبع النظام الجديد, فيما قامت دولة الاحتلال التركي وبالتعاون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بالتحضير لهجوم على المنطقة واحتلالها بهدف نسف الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال.

هذه المقاومة دفعت الإيزيديين إلى البحث عن الحماية الجوهرية الطبيعية عبر التاريخ، ووصل هذا البحث إلى مرحلة جديدة في إبادة 2014، وأصبح المجتمع الإيزيدي مدركاً لوجوده عندما تعرف على فكر القائد أوجلان، وبدأ الإيزيديون عهداً جديداً لحماية أرضهم ولغتهم وبلدهم ومعتقداتهم وإيمانهم بالإضافة إلى حماية ثقافتهم، وفي مواجهة هذا التطور التاريخي، هاجمت القوى الحاكمة والمستعمرة بجيوشها من جهة، ومن جهة أخرى عززت الصراع والانقسام داخل المجتمع، ونتيجة لهذه السياسات، وجدت بعض الخونة المتعاونين معها.

القوى المحتلة لم تتوقع بروز نظام بقاء واستقرار بدل الفرار والهجرة خارج شنكال كما بعد كل مجزرة

بعد الإبادة حصل ما لم تتوقعه القوى الحاكمة في شنكال من خلال مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية، وأدرك المجتمع الإيزيدي وجوده التاريخي ، فبدأ بتنظيم نفسه وكافح لتصحيح الأخطاء التاريخية وخطوته الأولى من أجل بناء نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية كانت قوافل العودة تلوح في أفق جبال شنكال.

لم يرُق لدولة الاحتلال التركي وجود شنكال حرة.. وعبر الخونة كثفت من هجماتها لتدمير الإدارة الذاتية هناك

ولاقى نظام الإدارة الذاتية في شنكال صدىً واسعاً، وبينما كانت الحرب ضد المرتزقة مستمرة، بدأ الإيزيديون بالتنظيم وإدارة نفسهم، لكن هذا لم يرضي دولة الاحتلال التركي وشريكها الحزب الديمقراطي الكردستاني، فكان هناك تهديد واضح بشن هجوم على شنكال وعلى وجه التحديد خانصور التي كانت مصدر النظام الجديد فأرادوا القضاء عليها عبر الهجمات والاستهدافات.

الشعب الإيزيدي قدم شهداء وتضحيات جسام لحماية الإدارة الذاتية في شنكال

وفي سبيل هذا المشروع ضحى أبناء المجتمع الإيزيدي وقدموا كوكبة من شهداء الادارة الذاتية في شنكال.

ومنهم الرئيس المشترك للإدارة الذاتية في شنكال مروان بدل واثنين من أبنائه نتيجة استهدافهم من قبل مسيرة تابعة للاحتلال التركي في نهاية عام 2021 بخانصور.

الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال وجهة الحل الأمثل للأزمات والصراعات في العراق

أمام هذا الواقع الجديد الباعث للأمل في شنكال, ورغم كل المخاطر وفي ظل الانسداد السياسي الحاصل في العراق ككل حيث لا حلول في الأفق؛ يبقى نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال انبعاث ضوء في نفق الصراعات العراقية المظلمة وضمانة الحل الأنسب لطبيعة وتركيبة العراق.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى