خـلال عـام 2021.. مـاذا فعـل العـرب لحـل الأزمـة السـوريـة؟

كان للتجاهل العربي الدور الأكبر في لفت أنظار بعض الأطراف الإقليمية والدولية للتدخل في الأزمة السورية، ووضع حلول تناسب أهدافها وأجنداتها، بينما السوريون غارقون في الفقر ومواجهة الاحتلال والإرهاب، ويأملون ألا يستمر هذا التجاهل العربي في السنوات القادمة كون التهديد لم يعد يقتصر على بلادهم، بل أنه سيهدد الأمن القومي العربي برمته مستقبلاً.

في ظل غياب أي دور عربي واضح لحل الأزمة السورية، تستفرد بعض الأطراف الإقليمية والدولية بهذا الملف، من حيث وضع الحلول وإجراء الاتفاقات والصفقات السرية التي تراعي مصالحهم وأجنداتهم فقط، بينما تضع وحدة الأراضي السورية وسلامتها في خطر كبير.

أطراف إقليمية ودولية استغلت التجاهل العربي للتدخل في الأزمة السورية

وكان التجاهل العربي لما يحصل في سوريا، السبب وراء ديمومة الازمة وتحول البلاد لمناطق محتلة ومناطق نفوذ؛ للدول المتدخلة في سوريا، مع أزمة اقتصادية وإنسانية ومعيشية كبيرة يعاني منها الشعب السوري.

خلال 2021 .. حديث عن عودة سوريا للجامعة العربية وزيارات لمسؤولين عرب

لكن في الآونة الأخيرة يبدو أن الدول العربية أدركت أنه لم يعد بالإمكان الاستمرار بسياسة التجاهل، وهناك حديث عن عودة سوريا للجامعة العربية والحضن العربي، كما زار بعض المسؤولين العرب العاصمة دمشق لأول مرة منذ بداية الأزمة في آذار 2011.

ولا شك في أن الأطراف الإقليمية والدولية المتدخلة في الأزمة السورية لا ترغب بأي تدخل عربي في الأزمة؛ وبالتالي استمرارها حتى تحقيق مخططاتهم الاستعمارية .. وجلبت هذه التدخلات الخارجية المئات من الجماعات المتطرفة والمتشددة من حول العالم لسوريا، وباتت تتحكم في مناطق رئيسية ضمن البلاد، وهذا بحد ذاته أكبر خطر على الأمن القومي ليس لسوريا فقط بل وللمنطقة العربية بأكملها.

متابعون: لماذا تأتي أطراف إقليمية لحل الأزمة السورية بينما من واجب العرب القيام بذلك ؟

وخلال الفترة الماضية بدأ الحديث عن تشكيل تحالفات بين دول المنطقة لمواجهة الأخطار المحدقة بالدول العربية، من تدخلات خارجية ونوايا استعمارية وإرهاب .. هذه الأخطار التي لم تكن لتتواجد الآن لولا الأزمة السورية والتجاهل العربي في حلها بما يضمن تطلعات السوريين والأمن القومي العربي.

ويتساءل متابعون، لماذا تأتي أطراف إقليمية ودولية كتركيا وإيران، وتستفرد بالحلول، بينما هناك واحد وعشرين دولة عربية لها الأحقية التاريخية والأخوية ومن واجبها أيضاً التدخل لحل هذه الأزمة بما تقتضيه المصلحة العربية والأمن القومي العربي.

بارقة أمل .. قمة الخليج رفضت التدخلات الخارجية في سوريا ومحاولات إجراء تغيير ديمغرافي

وبدأ البعض بالحديث عن بارقة أمل، بعد قمة الخليج الأخيرة في المملكة السعودية، التي حضرتها مصر أيضاً، حيث أكدت الدول العربية في القمة رفض أي تدخلات خارجية في الأزمة السورية، وعدم السماح لأي طرف بإجراء تغيير ديمغرافي على الأراضي السورية، وأن الحل الوحيد لأزمة البلاد هو عبر المقررات الأممية ذات الصلة وتحت رعاية الأمم المتحدة.

ويأمل السوريون، أن لا يستمر التجاهل العربي لأزمتهم ومعاناتهم والتدخلات الخارجية فيها، والهجمات الاحتلالية التي تشنها تركيا على مناطقهم، وطردهم منها لتحويلها لبؤر إرهابية ستهدد في المستقبل القريب الدول العربية بشكل كامل.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى