ديلي تلغراف: عقوبات قيصر على سوريا لم تحقق نتائجها والمستهدفون يتحايلون عليها

أشارت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية في تقرير لها إلى أن الفئة المستهدفة من عقوبات قيصر الأمريكية المفروضة على الحكومة السورية لم تتأثر بشكل ملحوظ بل أن انعكاسات هذه العقوبات أثرت سلباً على فئات المجتمع الأخرى، متسائلة عن الجدوى من قانون قيصر.

على وقع الأزمة المعيشية والاقتصادية الخانقة التي تشهدها سوريا بمعزل عن الفئة المتحكمة بالسلطة والمال والنفوذ في البلاد، تفرض تساؤلات نفسها عن جدوى العقوبات الدولية المستمرة وبالأخص الأمريكية منها أو ماعرف بقانون قيصر، مادام المتأثرون بها هم فئات الشعب.

صحيفة دايلي تلغراف البريطانية نشرت تقريراً عن تأثير هذه العقوبات والواقع المعيشي في البلاد، تحت عنوان “أغنياء الحرب والنخب السورية لا يخضعون لعقوبات قيصر الأمريكية”

وتشير الصحيفة إلى الانتقادات الموجهة للعقوبات التي تضر بالسوريين العاديين أكثر من غيرهم.

ديلي تلغراف: العقوبات أثرت سلباً على فئات المجتمع دون الفئة المستهدفة

وتنقل التلغراف مشاهد طوابير الانتظار أمام مراكز توزيع عبوات الغاز، وتضيف نقلاً عن المواطنين أنه إذا كنت على معرفة بشخص متنفذ وصاحب نفوذ، فإن الغاز أو أي مادة أخرى ستكون متوفرة بسهولة ودون عناء.

وتمضي الصحيفة بالقول إنه في الوقت الذي تكافح فيه المستشفيات لشراء قطع غيار لأجهزتها الطبية، فإن الفئة النافذة صاحبة المال والسلطة في سوريا منشغلة باقتناء هواتف آي فون الجديدة على سبيل المثال، الأمر الذي يفسر الانتقادات الموجهة للعقوبات الأمريكية، حيث بقيت هذه الفئة التي من المفترض أن تتأثر بها بقيت خارج تأثيراتها باستخدام أساليب التحايل.

ديلي تلغراف: النظام السوري يستخدم العقوبات ذريعة لتبرير الأزمة المعيشية والاقتصادية

وحول ذلك تقول ناشطة من دمشق العاصمة للصحيفة البريطانية: إنها مسألة اتصال ومال، إن هذه الفئة تشتري أجهزة آي فون الجديدة والسيارات الجديدة، إنهم الأشخاص الذين، عندما تقف في طابور وقود السيارات لساعات، لن تراهم أبدًا مع سياراتهم الفارهة، متسائلة من أين يأتون بالوقود؟

وتوضح أن هذه الفئة مرتبطة أساساً بمن يخضعون للعقوبات في المقام الأول ولكنهم يستطيعون فعل مايريدون.

ورغم أن العقوبات تهدف إلى فرض حل سياسي في سوريا على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، إلا أن الحكومة تستخدمها ذريعة مفيدة لتبرير الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

ديلي تلغراف: النظام السوري يستغل قانون قيصر سياسياً

بل وتستغلها سياسياً، فقد قال بشار الأسد في مؤتمر بدمشق مؤخراً إن العقوبات تمنع اللاجئين من العودة إلى ديارهم من خلال إعاقة تدفق أموال إعادة الإعمار.

وتشير الصحيفة إلى أن عملية فرض العقوبات لم تحقق نجاحاً ملحوظاً، مشيرة إلى مماطلة الحكومة في ملف ما تسمى اللجنة الدستورية، حتى أن الأسد اعتبر في إحدى تصريحاته الإعلامية أن محادثات جنيف لعبة سياسية.