رغم التسويات.. درعا تعود إلى “نقطة الصفر” وداعش على الخط

باتت أخبار “الاغتيالات” واقعا يوميا تعيشه مدينة درعا جنوبي سوريا، إذ رغم دخولها في ما وُصف بالـ “تسوية” التي أجراها النظام السوري وحليفته روسيا لم يتغير مشهدها كثيرا و”كأن شيئا لم يكن”، بحسب ما يقول ناشطون محليون.

منذ بداية شهر تشرين الأول الماضي وحتى الأربعاء، شهدت درعا ومحيطها 58 عملية ومحاولة اغتيال، وأسفرت هذه العمليات عن مقتل 41 شخصا، بينهم 19 كانوا سابقا ضمن صفوف الفصائل المحلية المعارضة، وانضموا مؤخرا لقوات النظام السوري، إلى جانب 15 مدنيا، وآخرين من قوات جيش النظام.

وحتى الآن لا يعرف بالتحديد الجهة الرئيسة التي تقف وراء عمليات القتل والتي لا تقتصر على منطقة بعينها دون الأخرى.

بحسب الناشط الحقوقي السوري، عمر الحريري فإن ظاهرة الاغتيالات في درعا تأتي في إطار وتيرة مستمرة منذ عام 2018، وبينما انخفضت حدتها لفترة من الزمن تتصاعد الآن، ما يعيد المشهد إلى “النقطة صفر” التي كانت عليه المحافظة قبل الدخول في عملية “التسوية” الأخيرة.

وقد يكون داعش أحد الأطراف التي تقف وراء الاغتيالات، وهو الأمر الذي تشير إليه تفاصيل الأشخاص المستهدفين، والذين يتوزعون على المدنيين وعناصر قوات النظام السوري وآخرين ممن كانوا ضمن تشكيلات المعارضة.

بدوره يقول المتحدث باسم “لجان المصالحة” في سوريا، عمر رحمون إن “بعض الاغتيالات التي تجري هنا وهناك في الجنوب هي أمر طبيعي في منطقة شهدت حروبا طاحنة خلال عشر سنوات”.

من جانبه يرى منير الحريري، وهو ضابط منشق عن النظام أن الهدف من الاغتيالات هو إبقاء “الفتنة في درعا والمنطقة الجنوبية ككل، لأن التواجد الإيراني مازال في المنطقة”.

فيما اعتبر الصحفي السوري، ياسر رحيل أن حوادث الاغتيالات المتصاعدة تصب في “مصلحة النظام السوري، من أجل تدخل أكبر في القرى والبلدات”.

وكان ملاحظا في الأسابيع الماضية غياب أي تعليق من جانب النظام السوري بشأن الفوضى الأمنية التي تعيشها درعا، وهي سياسة كانت أيضا قد انسحبت على الفترة التي سبقت التسوية الأخيرة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى