رودجر بيكر: ما يحدث في العالم أكثر من مجرد جفاف

اعتبرت شبكة ريني الاستشارية لإدارة المخاطر أن للحروب والصراعات دور هام في زيادة نسبة التصحر وانخفاض نسبة الغطاء النباتي.

تحدث المدير التنفيذي لمركز ستراتفور للجغرافيا السياسية التطبيقية التابع لشبكة ريني الاستشارية لإدارة المخاطر تحدت عن أن توفر المياه نادرا ما يكون السبب الرئيسي للصراع لكن الإجهاد المائي يلعب دوراً مهما في المنافسة الجيوسياسية والتوتر.

رودجر بيكر: المياه العذبة نادرا ما تكون سبب النزاع المباشر لكنها أحد أهم الموارد المعدنية الضرورية

ويرى رودجر بيكر أنه نادرا ما تكون المياه العذبة سبب النزاع المباشر، لكنها أحد أهم الموارد المعدنية الضرورية للزراعة والصناعة والاستخدامات المنزلية.

ولا شك في أن للحروب والصراعات دور أيضاً في زيادة نسبة التصحر وانخفاض نسبة الغطاء النباتي، حيث تعد سوريا اليوم من بين الدول الأكثر تاثراً بالتغيير المناخي، وتعيش بعد أكثر من ثلاثة عشر عاماً من الحرب، أسوأ أعوام هذه الظاهرة، فاقمتها عدم هطول الأمطار ووصولها لمعدلاتها وهو ما أثر على درجات الحرارة خلال فصل الصيف وبالتالي التأثير على الزراعة وامتداد التصحر.

إضافة لشح المياه، بعد تخفيض الاحتلال التركي الحصة القانونية لسوريا من نهري دجلة والفرات، بعد بناء السدود عليهما، وهو ما أثر بشكل كبير على الزراعة وزيادة نسبة التصحر والجفاف في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا.

ويمكن أن تتصاعد النزاعات المحلية على المياه لتشمل قوات أمن الدولة أو تشعل نزاعات معزولة وتسبب أضرارا في الممتلكات والبنية التحتية.

وحدد تقرير الأمم المتحدة عن تنمية الموارد المائية لسنة 2024 أن الزراعة لا تزال أحد المستهلكين الرئيسيين للمياه العذبة في العالم، حيث تصل إلى ما يقرب من سبعين في المئة من الاستخدام البشري. وتليها الاستخدامات الصناعية (حوالي عشرين في المئة) والاستخدام المنزلي (حوالي عشرة في المئة).

ولا تزال الزراعة أكبر قطاع منفرد من حيث استهلاك المياه (حتى في البلدان ذات الدخل المرتفع، حيث تمثل أربعة وأربعين في المئة من الاستخدام). لكن التحضر لعب أيضا دوراً مهما في توسيع استخدام المياه.

وذكر تقرير صادر عن معهد الموارد العالمية زيادة استخدام المياه المنزلية بنحو ستمئة في المئة بين 1960 و2014. ولا ينبغي أن يكون هذا مفاجئا، حيث ارتفعت معدلات التحضر على الصعيد العالمي من حوالي ثلاثة وثلاثين في المئة سنة الف وتسعمئة وخمسين إلى حوالي ستة وخمسين في المئة سنة 2022.

وستكون لتغير توفر المياه آثار اقتصادية عالمية كبيرة، مع كون أكبر الآثار في قطاعات الزراعة واللوجستيات والطاقة والسياحة. ومن المتوقع أن تصبح إمدادات المياه العالمية متقلبة أكثر خلال السنوات القادمة.

ويمكن لمثل فترات الجفاف والفيضانات هذه أن تعطل الإنتاج الزراعي، مما يؤدي في الحالات القصوى إلى سوء التغذية وندرة الأغذية مما يؤدي بدوره إلى اضطرابات اقتصادية أوسع نطاقا وحتى منهجية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى