ذهب ليدفن جثمان والدته فسجن سنتين ونصف..شهادة مروعة لناج من سجون الاحتلال التركي

في ظل استمرار الجرائم التي يرتكبها الاحتلال التركي ومرتزقته بحق الأهالي والسكان الأصليين في المناطق المحتلة، يروي أحد الناجين من سجون المرتزقة عن الفظائع التي عانى منها برفقة المختطفين المتواجدين في تلك السجون.

في اتباع سياسات تعسفية وتجريم وترهيب كل من يمر في شوارع المناطق التي احتلوها ولاسيما الكرد منهم، يعمل الاحتلال التركي ومرتزقته على خطف وتغييب المواطنون والٍأهالي الذين يحاولون العودة إلى مناطقهم بعد تهجيرهم منها قسراً والأستيلاء على ممتلكاتهم.

وفي السياق تحدث المواطن العفريني محمد عن معاناته من الويلات بعد خطفه سنتين ونصف عند محاولته الوصول إلى جثمان والدته التي ماتت قهراً لدفنها في عفرين، واتهامه تهماً باطلة بعد إجباره على ارتداء الزي العسكري وقيامهم بتصويره واتهامه بالانتماء لحزب العمال الكردستاني وقدومه من جبال قنديل .

ومنذ ذلك اليوم بدأت رحلته في التنقل بين السجون والمعتقلات في عفرين المحتلة ودولة الاحتلال التركي وسط عنصرية مرعبة وتعذيب في تلك السجون السيئة الصيت، لينتهي به الأمر بمهلة مؤلمة لمغادرة مدينته خلال ست ساعات فقط تحت طائلة المسائلة والتحقيق والسجن.

ويروي محمد لوكالة فرات للأنباء تفاصيلاً مروعة حول يومياته في ظل اختطافه والتي بدأت اولى فتراتها بالتعذيب ثلاثة اشهر متواصلة مارس خلالها المرتزقة بحقه اشد انواع التعذيب والشتم دون أي شفقة ورحمة وباستخدام اساليب بشعة.

كما روى محمد عن تطبيقهم سياسة تجويع وتعطيش تستمر لعدة أيام لفرض اليأس والاستسلام عليهم، مستذكراً تهديد المحققين من الاحتلال التركي له بإخراج جثمان والدته وابناء اخيه من القبر واحراقها امامه.

ويقول محمد إنه كان شاهداً على حالات كثيرة لسجناء كرد عانوا من الظلم والانتهاكات والتصفية كونهم كُرداً،بجانب سماع اصوات النساء والاطفال في السجون ليلاً جراء تعرضهم للتعذيب قائلاً: يكفي ان تكون كردياً لكي يتم اختطافك وتعذيبك وقتلك.

بعد سنتين ونصف عاد محمد من رحلة الموت التي نجا منها وكان يمني نفسه بدفن جثمان والدته ورؤية مدينته وفضلاً عن ذلك ازدادت معاناته باصابته بالعديد من الامراض كالكلى، وهشاشة العظام، وذلك جراء ظروف اعتقاله القاسية.

الآلاف مثل محمد يعانون من ويلات التعذيب في سجون الاحتلال التركي ومرتزقته بعد احتلال الأراضي السورية ذات الغالبية الكرد والعمل على تغيير ديمغرافيتها وتتريكها، ولا يزال مصير الآلاف من المخطوفين والمخطوفات من أهالي المناطق المحتلة مجهولاً بحسب منظمات حقوقية.

حيث عمدت الفاشية التركية ومرتزقتها على الاستيلاء على ممتلكات السكان الأصليين و ممارسة شتى الانتهاكات من قتل وتهجير وخطف بحقهم دون التمييز بين نساء ورجال وأطفال وكبار في السن.

وتؤكد العديد من الشهادات المروعة إن الكثير منهم قضوا تحت التعذيب منذ بداية الاحتلال التركي لمقاطعة عفرين عام 2018 وحتى تاريخ يومنا هذا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى