روسيا تعارض تجديد التفويض الأممي لإدخال المساعدات إلى شمال غرب سوريا عبر الحدود

مع اقتراب انتهاء الآلية الأممية لإدخال المساعدات إلى المناطق المحتلة من سوريا، تعارض روسيا تجديدها وتستخدمها كورقة ضغط ضد الناتو والغرب للحصول على تنازلات منها في حديقتها الخلفية أوكرانيا.

يستمر التصعيد بين روسيا من جهة وحلف الناتو والغرب من جهة أخرى على خلفية التحرك العسكري الروسي في أوكرانيا الذي يلقي بظلاله على الوضع في سوريا، وهو ما ظهر جلياً في اجتماع مجلس الأمن يوم الجمعة أثناء مناقشة تفويض الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، حيث يستمر استغلال واستثمار ملف المساعدات الإنسانية في هذا البلد، لتحقيق غايات سياسية على حساب مصلحة الشعب السوري.

وفي هذا السياق أعلن نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، إن بلاده لا ترى سبباً لتجديد تفويض الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا بدون موافقة دمشق. ووصف بوليانسكي، خلال اجتماع لمجلس الأمن، الآلية عبر الحدود التي تنتهي في العاشر من تموز المقبل، بأنها تنتهك سيادة سوريا ووحدة أراضيها.

وأعرب بوليانسكي عن أسفه لعدم اتخاذ خطوات ضد الجماعات التي تسيطر على “الجيب الإرهابي” في إدلب الذي تحتله تركيا، والذي يتم تزويده بالمساعدات الأممية عبر معبر باب الهوى.

روسيا تستخدم الفيتو باتفاق مع الاحتلال التركي وتغلق معبر تل كوجر

وبدأ تفويض الأمم المتحدة لإيصال المساعدات عام ألفين وأربعة عشر، واستخدم أربعة نقاط عبور هي معبر تل كوجر/اليعربية مع العراق في شمال وشرق سوريا، معبر الرمثا مع الأردن، ومعبرا باب السلامة وباب الهوى مع دولة الاحتلال التركي.

وفي مطلع عام ألفين وعشرين، استخدمت روسيا حق النقض أمام تفويض إدخال المساعدات عبر معابر “تل كوجر، الرمثا، وباب السلامة”، فالهدف الروسي كان إغلاق معبر تل كوجر في شمال وشرق سوريا التي يعيش فيها حوالي ستة مليون نسمة بينهم أكثر من مليون نازح، لأنها أبقت على معبر مع دولة الاحتلال التركي وكانت سيطرت على الجنوب السوري حينها.

وفي عام ألفين وواحد وعشرين، رضخت الأمم المتحدة للتهديدات الروسية التي جاءت بالتنسيق مع تركيا، وأبقت على معبر باب الهوى ورفضت مشروع قرار تقدمت به النرويج وآيرلندا يدعو لفتح معبر تل كوجر.

استغلال ملف المساعدات الإنسانية في سوريا لتحقيق غايات سياسية بين روسيا والغرب

وفي الوقت الذي أيّدت فيه غالبية أعضاء مجلس الأمن، تجديد الآلية في سوريا، إلا أن التحرك العسكري الروسي في أوكرانيا، والدعم اللامحدود الذي يقدمه الناتو والغرب لأوكرانيا، يلقي بظلاله على الوضع السوري بشكل مباشر في هذا الملف الذي سيكون ورقة ضغط كبيرة بيد روسيا قرب انتهاء التفويض في العاشر من تموز المقبل. فالناتو والغرب يرغبون بإدخال المساعدات إلى المناطق التي تحتلها تركيا ومرتزقتها، لكي لا يحمّلوا حليفهم في الحلف الأطلسي ضغوط إضافية، في حين ستستخدم موسكو ذلك في الحصول على تنازلات من الناتو والغرب في أوكرانيا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى