زيارة الأسد إلى أبو ظبي تفتح أبواب التساؤلات حول قطار التطبيع مع حكومة دمشق

تابعت وسائل الإعلام خلال اليومين الفائتين، زيارة بشار الأسد إلى الإمارات، وذلك إثر عودة تدريجية للعلاقات بعد قطيعة دامت لسنوات بين دمشق وأبو ظبي حليفة الولايات المتحدة الأميركية فيما ربط مراقبون بين هذه الخطوة والتحرك العسكري الروسي في أوكرانيا.

قام بشار الأسد بزيارة إلى الإمارات العربية المتحدة هي الأولى له لدولة عربية منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، وذلك إثر عودة تدريجية للعلاقات بين دمشق ودولة حليفة للولايات المتحدة، ودعمت مطالب ما تسمى المعارضة بإسقاط الأسد بادئ الأمر.

وكانت الإمارات قد أعادت في كانون الأول 2018، فتح سفارتها في دمشق، بعد قطع العلاقات الدبلوماسية منذ 2012.

وفي أول زيارة لمسؤول إماراتي رفيع منذ قطع دول خليجية عدة علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، توجه وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نهاية العام الماضي، إلى دمشق حيث التقى الأسد.

الكاتب مهيب صالحة: علاقة دمشق بأبو ظبي تحسنت منذ زيارة وزير الخارجية الإماراتي لدمشق

الكاتب والأكاديمي وأستاذ الاقتصاد في الجامعة العربية الدولية الخاصة، الدكتور مهيب صالحة، تحدث في هذا السياق قائلاً أن العلاقات السورية – الإماراتية تشهد تحسناً ملحوظاً منذ زيارة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد دمشق في نوفمبر الماضي.

مهيب صالحة: الإمارات تهتم بالملف السوري وتأخذ دور قطر الذي فقدته في المنطقة

وأوضح صالحة أن زيارة الأسد إلى الإمارات تعبر عن اهتمام القيادة الإماراتية بالملف السوري وإعطاء نفسها دوراً تكاد تفقده لحساب قطر التي تضخم حجمها السياسي في ملفات المنطقة.

ومن جهة ثانية، بحسب صالحة فإن الإمارات وربما بالاتفاق مع السعودية ومصر تشعر أن العملية الروسية في أوكرانيا وردود فعل الغرب تجاهها قد يخرج الملف السوري من أدراج الدول العظمى الفاعلة والمتدخلة فيه إلى الضوء وبقاء العرب خارج لعبة التسويات ليس في مصلحتهم.

مهيب صالحة: الإمارات لا تستطيع كسر العقوبات على حكومة دمشق أو الاشتراك بالإعمار

ويرى صالحة أن الإمارات أو غيرها لا تستطيع كسر العقوبات على حكومة دمشق أو تشترك بإعادة الإعمار، لذلك من غير المتوقع أن تذهب الإمارات بعيداً في العلاقة مع دمشق وتبقى حدود هذه العلاقة مقيدة بتفاهمات دولية لا تستطيع تجاوزها.

مراقبون: الخطوات الإماراتية تأتي في إطار إرسال الرسائل المشتركة إلى روسيا وأمريكا

ويرى مراقبون أن الخطوات الإماراتية والخليجية بشكل عام تأتي في إطار إرسال الرسائل المشتركة إلى كل من روسيا والولايات المتحدة الأميركية.

وبحسب المراقبين، فإن الدول الخليجية باتت تفقد الثقة بالحليف الأميركي في مواجهة النفوذ الإيراني والهجمات، بالإضافة إلى القلق من مصير مشابه للوضع الأوكراني، حيث أظهرت الدول الخليجية حيادها الواضح من التحرك العسكري الروسي في أوكرانيا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى