شنت الولايات المتحدة الأمريكية ما وصفتها “بالضربات الانتقامية” على الهجوم الذي طال قاعدتها العسكرية شمال الأردن، وطالت عشرات المواقع التابعة للمجموعات المسلحة الموالية لإيران في سوريا والعراق، يأتي ذلك في وقت تؤكد واشنطن أن هذه العملية لن تكون الأخيرة وستواصل الرد بالزمان والمكان المناسبين.
بعد أيام من تهديد الولايات المتحدة بضرب المجموعات المسلحة الموالية لإيران التي حملتها واشنطن مسؤولية قصف قاعدة البرج 22 في شمال الأردن، نفذت طائرات حربية للجيش الأمريكي غارات جوية طالت منشآت ونقاط عسكرية لهذه المجموعات المسلحة في كل من سوريا والعراق.
الجيش الأمريكي: قصف 85 هدفاً عبر طائرات حربية وقاذفات بعيدة المدى
جولة القصف هذه التي لن تكون الأخيرة بحسب مسؤولين أمريكيين، بدأت مع ساعات الفجر الأولى من يوم السبت، وطالت الغارات الأمريكية مواقع “لفيلق القدس” في “الحرس الثوري الإيراني” ومجموعات مسلحة موالية لها في سوريا والعراق، وفق بيان عن القيادة الوسطى الأمريكية، التي أضافت أن 85 هدفاً، تعرضت للاستهداف عبر طائرات منها قاذفات بعيدة المدى انطلقت من الولايات المتحدة، وشملت أيضاً مراكز قيادة والسيطرة.
الرئيس الأمريكي: سنستمر بالرد ولا نسعى لصراع في منطقة الشرق الأوسط
وتعليقاً على هذه الضربات، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن الرد الأمريكي “سيستمر في الأوقات والأماكن التي تختارها واشنطن”، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن بلاده لا تسعى لصراع في منطقة الشرق الأوسط أو أي منطقة بالعالم، ولفت إلى أنه أصدر أوامراً للقوات العسكرية بتوجيه ضربات ضد منشآت إيرانية يستخدمها الحرس الثوري الإيراني لمهاجمة الجيش الأمريكي في سوريا والعراق.
المرصد السوري: 23 قتيلاً حصيلة الضربات الأمريكية على ريف دير الزور
بدوره أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن حصيلة قتلى الاستهدافات الجوية الأمريكية على مناطق تسيطر عليها إيران وحكومة دمشق في ريف دير الزور وصل إلى 23 قتيلاً، منهم 13 في الميادين و 10 في دير الزور، ولفت إلى أنه من بين القتلى 9 من الجنسية السورية.
ونوه المرصد السوري إلى أن لإيران 20 ألف مسلح في مناطق سيطرة حكومة دمشق منتشرين في بقعة جغرافية تمتد من البوكمال عند الحدود السورية العراقية مروراً بالميادين ودير الزور وصولاً إلى جبل البشري البادية السورية ومحطة تي تو”.
إيران نفت علاقتها “بهجوم الأردن”..ودعوات دولية لخفض التوتر وضبط النفس
وكانت إيران نفت أية علاقة لها بالضربات التي استهدفت القاعدة الأمريكية في شمال الأردن، وأسفرت عن مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة 40 آخرين، وهو ما اعتبرته أوساط سياسية متابعة بأنه تخطي للخطوط الحمراء التي رسمتها واشنطن في المنطقة من أن تعريض حياة جنودها ومصالحها في المنطقة للخطر سيواجه برد قاس.
يأتي ذلك في وقت تدعو أوساط دولية وإقليمية للتهدئة وضبط النفس، وسط تحذيرات من أن منطقة الشرق الاوسط تعيش اليوم مرحلة خطرة قد تؤدي لحرب شاملة، خاصة مع استمرار الحرب في غزة بين حماس وإسرائيل، والتي يمكن القول أنها سببت كل هذه التطورات في المنطقة.
