طرح اعتماد الفيدرالية في لبنان يعود إلى الواجهة

مع استمرار الشغور الرئاسي، واشتعال الخلافات بين الكتل السياسية، عاد الحديث عن “الفيدرالية” للواجهة في لبنان، إذ أكد الدكتور ألفريد رياشي أن النظام الفيدرالي يؤمّن الاستقرار والعدل والمساواة والازدهار الاقتصادي والنمو الاجتماعي على عكس ما يروج له البعض.

لا يزال مقعد الرئاسة في لبنان شاغراً منذ تشرين الأول 2022، عندما انتهت ولاية ميشال عون، وأخفق البرلمان اثنا عشر مرة في انتخاب رئيس للجمهورية، حيث برز مرشحان أساسيان، هما سليمان فرنجية وجهاد أزعور دون الحسم بينهما في الجلسة البرلمانية الأخيرة، وهو ما يثير مخاوف اللبنانيين بشأن إمكانية تعميق التوترات الطائفية في هذا البلد الغارق فعلياً بواحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم، والذي يواجه أيضاً شللاً سياسياً غير مسبوق، في ظل غياب رئيس الدولة ومجلس وزراء كامل الصلاحيات وانقسام البرلمان.

وتشمل مقترحات حل الأزمة المقدمة، الخيار الفيدرالي الذي تم طرحه كبديل عن النظام الطائفي في البلاد. فهذه الفكرة ليست جديدة، وقد حظي الخيار الفيدرالي في الواقع، بتأييد وكان موضوع نقاش بين السياسيين المسيحيين والأحزاب المسيحية بشكل رئيس قبل الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) وخلالها. فقد عرض الرئيس كميل شمعون (1952-1958) خطة مفصلة للبنان الفيدرالي، كما قدّمت الجبهة اللبنانية التي تمثل تطلعات الموارنة بشكل رئيس، مشروعاً فيدرالياً خلال الحوار الوطني اللبناني في لوزان عام 1984. وراودت فكرة الفيدرالية الرئيس المنتخب بشير الجميل، الذي اغتيل عام 1982.

ألفريد رياشي: الحل الوحيد لبقاء ونجاح لبنان هو تبني النظام الفيدرالي

وفي السياق، قال الأمين العام للمؤتمر الدائم للفيدرالية، الدكتور ألفريد رياشي، إن: “الحل الوحيد لبقاء ونجاح الدولة، هو تبني النظام الفيدرالي الاتحادي، الذي يجب أن يأخذ خصوصيات المكونات الطوائفية، القائم على مبدأ الحياد الدولي”.

ألفريد رياشي: النظام الفيدرالي يؤمن الاستقرار والعدل والمساواة والازدهار الاقتصادي

وأضاف رياشي أن: “الفيدرالية ممكنة في لبنان، وهناك سبل عالية لنجاحها، خاصة بعد مواجهة فترات عدم الاستقرار، ومن عدم إمكانية أن يكونوا نموذجاً ناجحاً كدولة، التي أثبتت فشلها بمعظم فتراتها على مر مائة عام”.

وأكد رياشي أن “النظام الفيدرالي يؤمّن الاستقرار والعدل والمساواة والازدهار الاقتصادي والنمو الاجتماعي، وليس كما يروّج له البعض على أنه تمهيد للحرب”، مؤكداً بأنه على العكس من ذلك فأن كل الأنظمة المركزية الفاشلة والبالية هي التي أدت إلى حروب.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى