عبر اتفاقية رسمية.. برلين تعترف بارتكابها إبادة في ناميبيا وتتعهد بتقديم دعم مالي لإقامة مشاريع تنموية

أقرت ألمانيا اليوم الجمعة وبشكل رسمي, بعمليات الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في ناميبيا خلال الحقبة الاستعمارية مطلع القرن الماضي, متعهدة بتقديم دعم مالي يقدر بنحو مليار وثلاثمئة مليون دولار، معظمه للإنفاق على مشاريع التنمية.

بعد مرور أكثر من قرن على المجزرة.. اعترفت ألمانيا رسميا بارتكابها إبادة جماعية في دولة ناميبيا خلال الحقبة الاستعمارية, راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأشخاص.

هذا الاعتراف الألماني جاء وفق اتفاق أعلن اليوم مع ناميبيا, بعد أكثر من خمس سنوات من المحادثات معها حول الأحداث المأساوية التي وقعت بين العامين ألف وتسعمئة وأربعة وألف وتسعمئة وثمانية، عندما كانت ألمانيا الدولة المستعمرة لهذا البلد الواقع جنوب القارة الإفريقية.

وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، قال في بيان: إنه وفي ضوء المسؤولية التاريخية والأخلاقية لألمانيا، سنطلب من ناميبيا وأحفاد الضحايا العفو, موضحا أن هدف برلين كان ولا يزال إيجاد طريق مشترك لمصالحة حقيقية تخليداً لذكرى الضحايا, مع التأكيد على تسمية تلك الأحداث بالإبادة جماعية.

وبموجب الاتفاق، تعهدت ألمانيا بتقديم مليار وثلاثمئة مليون دولار, سينفق معظمها في مشاريع تنمية مثل البنى التحتية والتأهيل المهني واستصلاح الأراضي، وستشارك عائلات الضحايا في هذه المشاريع, لكن هذه التسوية لم تَرُق لأحفاد بعض الناجين من الإبادة، حيث سرعان ما وجهوا انتقادات للحكومة لأنها لم تصر على مسألة تخصيص تعويضات ملزمة.

عدد من زعماء القبائل يرفضون الصيغة النهائية للتسوية مع ألمانيا ويطلبون تعويضات ملزمة

ووفقا لصحيفة “الغارديان” البريطانية فإن ثلاثة زعماء قبليين كانوا يؤيدون الحكومة بشأن المباحثات مع ألمانيا، قرروا أن ينسحبوا ورفضوا دعم الصيغة النهائية للتسوية، ما قد يحرج رئيس البلاد، هاجي جينجوب، إذا مضى قدما ووقع على الاتفاقية.

هذا وكان الجنرال الألماني لوتار فون تروتا، قد أمر قواته بداية القرن الماضي, بالقضاء على قبيلة “هيريرو” الإفريقية بأكملها, ما أدى، حسب مؤرخين لمقتل حوالى خمسة وستين ألفا من القبيلة، إلى جانب ما لا يقل عن عشرة آلاف من قبيلة ناما.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى