عفرين المحتلة.. أوضح نموذج لعقلية الدولة الفاشية التركية المعادية للكرد

تحولت عفرين المدينة الآمنة والحاضنة لمئات الألوف من النازحين من رحى الحرب إلى مركز وبؤرة لتعليم وارتكاب كافة أنواع الجرائم. ومركزاً لتجميع الإرهابيين وإرسالهم إلى الخارج تحت الطلب، غُيرت معالم المدينة، دمرت آثارها، هجر أهلها، سلخت عن كرديتها أمام أنظار وضمت العالم أجمع عن جرائم الاحتلال التركي.

شنت دولة الاحتلال التركي في 20 كانون الثاني 2018 هجوماً واسعاً ضد مقاطعة عفرين، بمشاركة قرابة 25 ألف من المرتزقة من بقايا مرتزقة جبهة النصرة وداعش، الذين أعيد تشكيلهم وتنظيم صفوفهم تحت اسم “الجيش الوطني السوري”.

منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا، وثقت اختطاف أكثر من 8063 مدني خلال أربعة أعوام من الاحتلال، وفقدان أكثر من 655 مدنياً لحياتهم، 90 منهم فقدوا حياتهم تحت التعذيب، وجرح أكثر من 696 نتيجة القصف التركي. وانخفضت نسبة الكرد في عفرين الآن إلى أقل من 15%.

في السياق؛ أوضح المحامي جبرائيل مصطفى أن أولى عمليات التغيير الديمغرافي التي طالت عفرين تمت في 18 آذار 2018، عندما بدأت تركيا بتهجير وبشكل قسري أكثر من 350 آلف شخص من أبناء الشعب الكردي.

مؤكداً أنه منذ بداية الهجوم تسعى تركيا لهندسة تركيبة سكانية تتماشى مع تطلعاتها الاستعمارية، لذلك استقدمت المستوطنين من عوائل المرتزقة من مختلف المناطق السورية وأسكنتهم في منازل وبيوت المهجرين الكرد.

مضيفاً أنه في خطوة تُعد الأولى من نوعها في التاريخ الحديث، أشبه بما فعله المغول أثناء اجتياحهم للشرق الأوسط، باشر الاحتلال التركي ومرتزقته بجرف وهدم المواقع الاثرية وتدمير كل ما يتعلق بالكرد.

كما أكد جبرائيل مصطفى أن دولة الاحتلال التركي دمرت أكثر من 28 مزار ديني عائد للإيزيديين والعلويين والمسيحيين، وقطعت مئات الألوف من الأشجار، وحرقت الأراضي الزراعية، وغيرت كافة معالم عفرين.

منوهاً إلى أنه أعقب عملية الاعتداء على الأماكن الاثرية، فرض اللغة التركية وتعميهما في عفرين، وإصدار بطاقة تعريفية تركية، ومن ثم بدأت عملية الاستيطان.

جبرائيل مصطفى أشار إلى أن ما تقوم به الآن دولة الاحتلال التركي في عفرين هو امتداد لسياسة الصهر الثقافي ضد الشعب الكردي، لأن صمود الشعب الكردي ثقافياً وتاريخياً وجغرافياً تعتبره الدولة التركية خطراً على مشروعها العثماني الذي يسعى أردوغان إلى تحقيقه.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى