غضب شعبي.. ومناطق الأسد تغلي وتهمس بـ ارحل

في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تشهدها سوريا، لاسيما في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، بدأت حالة من التململ تجلت على مدى الأيام الماضية ولا تزال شرارتها متوقدة في محافظات السويداء واللاذقية وطرطوس وحمص. 

يبدو أن الحكومة السورية تعيش أسوأ أيامها منذ بداية الحراك الشعبي ضد بشار الأسد عام ألفين وأحد عشر, وذلك نتيجة الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي يعيشه المواطن منذ أكثرمن تسع سنوات, إلا أن السقوط المفاجىء لليرة في الأونة الأخيرة لتصل لأرقام قياسية مقابل الدولار الأمريكي, أشعل شرارة الغضب في الأوساط الشعبية للحكومة, قبل غيرها, والتي لاتزال متوقدة في المناطق الموالية.

فقد أدى التدهور في العملة الوطنية وغلاء أسعار السلع إلى ما يشبه النقمة ضد بشار الأسد ضمن حاضنته نفسها، حيث بات الموالون يتحدثون عن رحيله كأحد الحلول المتاحة لتحسن الوضع، بعد أن كان مثل هذا الكلام من المحرمات حتى ضمن العائلة الواحدة.

لعل هذا الهمس، وشرارة الغضب التي تجلت مؤخراً ولا تزال في تظاهرات متفرقة في السويداء وغيرها، في مشهد فريد بعد تسع سنوات من الصراع الدائر، هو ما دفع الأسد أمس الخميس إلى إقالة رئيس وزرائه، في خطوة امتصاص لتلك النقمة على الأرجح.

وتعليقا على تلك اللحظة الجديدة، اعتبر أحد المحللين السياسيين المتابعين للوضع السوري، في تقرير نشرته مجلة بوليتيكو, الجمعة، فرصة لأميركا من أجل رؤية تغيير حقيقي وملموس في سوريا، على الرغم من أن إدارة ترامب لم تول اهتمامًا كبيرًا لسوريا، إلا أن لديها فرصة الآن.

خيارات الأسد المحدودة في التعامل مع الغليان الشعبي الموالي

من جانبه , قال مدير برامج “سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف” في معهد الشرق الأوسط, إن الأسد أمام ثلاثة خيارات للخروج من الأزمة الحالية , يقضي الأول بأن يأخذ سوريا إلى نهج كوريا الشمالية، بمعنى عزل الدولة عن الاقتصاد العالمي، وتعزيز مكانتها كدولة منبوذة، ومحاولة توحيد شعبه الموالي حوله عبر حثه على التضامن والتضحية ,أما السيناريو الثاني فيشبه ما جرى في بعض الدول الإفريقية من تفكك تام للدولة، وتمزق كل جزء من أجزاء البلاد، وتفشٍ أكبر للعوز والمجاعة وتفاقم الإجرام ,فيما يكمن الثالث في حصول تغيير برأس الهرم ,

إن هذه اللحظة الاقتصادية الحرجة قد تمثل أكبر تحد لبقاء الأسد في السلطة، بشكل يفوق التهديد الذي مثلته ما تسمى المعارضة في أوج بروزها خلال السنوات الماضية, وضمن هذا السيناريو، قد يدفع التململ الشعبي والغضب وخيبة الأمل إلى تحرك روسي ما يؤدي إلى إقصاء الأسد وحكومته واستبداله بنظام أكثر استقرارا ورسوخاً.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى