فورين أفييرز: سيطرة النظام على كامل الأراضي السورية سيكون انتصاراً أجوف

أشار تقرير لمجلة فورين أفييرز، أن النظام السوري يسعى إلى إظهار نفسه بأنه يتحكم بالبلاد بعد استعادته لمناطق جديدة بمساعدة روسيا وإيران، إلا أن الواقع غير ذلك، فهو مجرد أداة لدى روسيا، وبقاؤه مرهون بها.

نشرت مجلة فورين أفييرز الصادرة عن مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، تقريراً حول مستقبل سوريا بعنوان “الانتصار الأجوف للأسد” أشارت فيه إلى أن النظام في دمشق تمكن بمساعدة روسيا من استعادة السيطرة على أغلب الجغرافية السورية ، إلا أنه ابتعد عن الأجندات الوطنية وبات أداة بيد قوى أجنبية.

ولفت التقرير أنه إذا استطاع النظام تحقيق هدفي استعادة الأراضي التي فقدها في بداية الصراع والبقاء سيكون قد حقق انتصارا لكنه انتصارا “باهظ الثمن”، وسوف” يجلس على قمة دولة خاوية ذات مؤسسات ضعيفة، محاطة بمنتفعي الحرب، وخاضعة للقوى الخارجية”.

ويشير التقرير إلى أنه من أجل أن يظهر نظام الأسد للعالم أنه مسيطر وأنه ينبغي تطبيع العلاقات معه، سيسعى لاستعادة كامل أراضي البلاد، ومن أجل ذلك فإنه لا يلتفت إلى احتياجات الشعب السوري بل يسعى لإرضاء شبكة من المناصرين أبقته على قيد الحياة طوال فترة النزاع.

فورين أفييرز: النظام أصبح “أداة” بيد روسيا وإيران وبقاؤه يعتمد على دعم البلدين له

وتفترض فورين أفييرز أنه إذا استطاع النظام تأمين كل مناطق الشمال فإنه سيدعوا العالم إلى تطبيع العلاقات معه.

لكنه بعد هذ الانتصار المزعوم سيكون “مجرد لاعب صغير، وستكون روسيا هي اللاعب الخارجي الأكثر نفوذا كما ستضمن إيران نفوذها الدائم في المنطقة، وسيجد النظام نفسه مجرد “أداة” لهما وسيعتمد بقاؤه على دعم هذين البلدين”.

وبالتالي فإن سوريا لن تكون دولة ذات سيادة ولكن ستدار كدولة تعتمد على روسيا من أجل البقاء”، حسب التقرير.

كما يشير التقرير إلى الميليشيات التي اعتمد عليها النظام طوال الصراع للتحايل على العقوبات الدولية والذين أصبحوا هم “السلطة الحقيقة التي تقوم بإدارة مؤسسات الدولة بشكل ابتزازي”

حتى أن بعضها أصبحت تعمل بشكل مستقل لتحقيق مصالحها الخاصة، بل وتحول بعضها إلى عصابات مسلحة تقوم بترهيب المدنيين في مناطق خاضعة للنظام.

فورين أفييرز: النظام يلهث وراء أموال إعادة الإعمار لإشباع جشع ميليشياته والمنتفعين منه

وتختم المجلة الأمريكية تقريرها، بأن النظام لم يتمكن من تأمين احتياجات حتى الموالين له، وكذلك كبح جماح بعض ميليشياته المسلحة وجشع المنتفعين من خزائن الدولة، ولكنه في الوقت نفسه لا يمكن أن يجوعهم لأنه يعتمد عليهم، وبالتالي فإن النظام يلهث وراء أموال إعادة الإعمار وتحويلها لهم، حسب المجلة الأمريكية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى