في ذكرى مذبحة قبيلة الجوازي نداءات ليبية للمنظمات الدولية لمطالبة تركيا بالاعتراف بالمذبحة

بمجرد الحديث عن تدخلات تركيا “غير الشرعية” في ليبيا ونواياها الاستعمارية، يستعيد الليبيون ذكرى “مذبحة الجوازي”، قبل نحو مئتي عام، و التي نفذها المستعمر التركي آنذاك بحق الشعب الليبي .

أعادت مذكرتا التفاهم، اللتان وقعتهما قبل أيام الحكومة التركية مع حكومة طرابلس، الحديث عن طبيعة مطامع أنقرة في ليبيا، مطامع ظهرت ملامحها قبل عشرات السنوات.
فعلى الأراضي الليبية بدأت الخيوط تزداد تعقيدا، والأزمة التي كانت “ليبية – ليبية” تتفاقم، فقرار فايز السراج وتحالفه بشكل علني مع طرف خارجي، يمنح موطئ قدم لأردوغان وقواته على الأراضي الليبية.
خطوة جاءت لتكشف بشكل جلي طبيعة الدور الذي تمارسه تركيا في ليبيا، إذ يتوضح شيئا فشيئا أمام أعين الليبيين والمجتمع الدولي، التدخل التركي المتمثل في إرسال أسلحة وخبراء عسكريين، لدعم ميليشيات طرابلس، التي تضم الكثير من العناصر الإرهابية المطلوبة دوليا.
وبمجرد الحديث عن تدخلات تركيا “غير الشرعية” في ليبيا ونواياها الاستعمارية، تتبادر إلى الذهن ذكريات التاريخ، ويستعيد البعض ذكرى “مذبحة الجوازي”، التي وقعت عام ألف وثمانمئة وسبعة عشر ، فقبل نحو 200 عام، نفذ “المستعمر التركي” واحدة من أبشع المجازر في التاريخ ضد قبيلة الجوازي، التي كانت تسكن مدينة بنغازي، مما خلف الآلاف من القتلى والضحايا
فحينها دعا الحاكم العسكري التركي القرمانلي شيوخ الجوازي للحضور إلى القلعة التركية “بغرض إكرامهم وطلب الهدنة”، على اعتبار أن سكان القبيلة كانوا يقولون “لا” في وجه الاستبداد التركي.
وبمجرد جلوسهم داخل القلعة، أعطى القرمانلي إشارته للحرس الخاص لتنفيذ الهجوم عليهم، إذ تم ذبحهم جميعا.حيث كان عددهم يناهز الـخمسة والأربعين، وطالت “المذبحة” أفراد القبيلة، ليبلغ عدد القتلى أكثر من عشرة آلاف فرد، من بينهم نساء وأطفال
وما يزال سكان ليبيا يحيون في كل سنة ذكرى تلك المذبحة, كما ويتوجه الليبيون، في كل ذكرى، بنداءات للمنظمات الدولية، لمطالبة تركيا بالاعتراف بالمذبحة، والاعتذار للقبيلة والحصول على حقوق الضحايا المعنوية والمادية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى